اقترح عدد من الاختصاصيين سن عقوبات رادعة للمتجمهرين حول الحوادث، مشيرين إلى أن أولئك المتطفلين يسهمون في إرباك عمل الجهات المختصة في مباشرة الحوادث، وربما يفاقمون الأخطار على المصابين. وطالبوا بتكثيف التوعية عن الخطر الذي يتسبب به المتجمهرون، مستغربين تفرغ بعض المتجمعين حول الحوادث بالتصوير ونشر المقاطع في المجتمع، دون أي اعتبار لذوي الضحايا والمصابين. وانتقد المستشار الاجتماعي الدكتور طلال الناشري تجمهر العابرين حول حوادث السير، مشيرا إلى أنهم يعيقون عمل الجهات المختصة، خصوصا إذا استدعى الوضع تدخلا سريعا أو إسعافا، فضلا عن أنهم يعرقلون الحركة المرورية ويرفعون احتمال وقوع حوادث أخرى. ورأى أن إصرار بعض السائقين والمشاة على التجمهر بدافع الفضول لمعرفة ما جرى يشكل خطرا عليهم وعلى غيرهم من مستخدمي الطريق، بل يتمادى بعضهم بتصوير الحادث ونشره في المجتمع دون أي اعتبار للحالة الإنسانية لذوي الضحية. وبين الناشري أنه من الأجدى على كل من يشاهد حادث سير أن يبلغ الشرطة عن موقعه دون تجمهر، الذي أصبح يشكل عقبة أثناء عملية الإنقاذ والإسعاف سواء من قبل رجال الدفاع المدني أو المرور أو الدوريات الأمنية وغيرهم. ووصفت رئيسة وحدة الإعلام والتوعية في إدارة الصحة النفسية الاجتماعية في صحة جدة الدكتورة سميرة الغامدي ظاهرة التجمهر على حوادث السير بأنها سلوك غير لائق وليس حضاريا، مطالبة المتجهرين بأن يكفوا عن هذا التصرف المرفوض ويتركوا المجال للجهات المختصة لإنقاذ المصابين، مقترحة أن تكون هناك عقوبات رادعة للمتجمهرين. وأفاد فواز أبو اصباع أنه دائما ما يفاجأ بتجمهر كثير من الفضوليين حول أي حادث، لافتا إلى أن أولئك المتجمهرين يقدمون على تصرفهم ذلك غير عابئين بالأخطار المحدقة بهم والآخرين، ولا يستمعون للنداءات التي يوجهها رجال الأمن للابتعاد عن مواقع الخطر، سواء كان حادث سير أو اندلاع حريق في موقع ما. وشدد أبو اصباع على أهمية توعية الجميع بخطورة ظاهرة التجمهر لما لها من مردود سلبي، أبرزها عرقلة المسعفين ورجال الأمن خلال مباشرة تلك الحوادث التي تقع سواء أكانت حوادث سير أو حرائق أو حالات مرضية تستدعي سرعة الإنقاذ وتواجد فرق الإسعافات الأولية ورجال الهلال الأحمر لتأدية واجبهم بشكل سليم. وذكر معتوق بوقس أنه حين نحسن الظن، نرى أن الأصل في التجمهر والتجمع على الحوادث على الطرق هو بدافع النخوة والفزعة وحب الخير للآخرين، لكن غالبا ما تكون نتائج التجمهر سلبية، فهم يعيقون عمل الجهات المختصة في إجراء عمليات الإنقاذ، بينما وهناك من يفوض نفسه للقيام بدور الإعلامي فيقوم بالتصوير من عدة زوايا ويعمل عدد من اللقاءات مع بعض الحضور. وقالت أنوار الهندي إن التجمهر ظاهرة سيئة لا يختلف عليها اثنان، ولا يخفى أيضا حجم الضرر الحاصل بسببه وربما قد يصاب شخص وقع له حادث مروري باختناق جراء الازدحام حوله، ويمنع الإسعاف من الوصول إليه، خصوصا أن الثواني لها تأثير كبير في تلك الحوادث. وطالبت أي شخص لا يستطيع تقديم مساعدة ولا يجيد الإنقاذ أو التصرف بعدم التوقف حول الحوادث من أجل المشاهدة، مشددة على أهمية وجود مساحات كافية يتحرك فيها رجال الأمن والإسعاف لمباشرة عملهم.