تعج مواقع التواصل الاجتماعي بقضية الأم المتوفاة في جامعة تبوك بين أبنائها اسأل الله تعالى لها ولموتى المسلمين الرحمة والمغفرة ، احتار قلمي أي العناوين أختار ليكون عنوانا للمقال ، الأم أم الظلم أم القهر أم من المسؤول ؟! أم عقوق الوالدين أم مهارات التواصل مع الآخرين أم مضار الإندفاع والضغط النفسي ..... إلخ ، مُجمل القضية اعترضت والدة طالبة في قبول ابنتها في تخصص عشوائي لم يكن باختيارها بالرغم من جدارتها واستحقاقها لأي تخصص تشاء ، حضرت الأم وابنتها وابنها وزوجها لمعرفة الملابسات في القبول كان الشجار والصدام سيد النقاش بين والديّ الطالبة وموظفيّ الجامعة ، ثم خرجت الأم مكلومه وهي في أشد الانفعالات والضغط النفسي ثم سقطت بين أبنائها في فناء الجامعة ونُقلت للمستشفى متوفاه بجلطه في القلب إثر الإنفعال الشديد وهو قدر الله لا شك فيه ، أُلخص من ذلك نقاطا علّها تُلامس كُل مٓعنِي : 1/ أعظم المشاعر وأصدقها و أنبلها و أوفاها مشاعر الأم تجاه أبنائها ، فصدمه عصبيه لعدم قبول في الجامعة فارقت الحياه فكيف بالحسرة و الألم بالإبن المريض أو المتوفى أو العاجز أو المدين أو المتعثر أو الغائب وينطبق على الإبنه كل ذلك . 2/ الظالم لا ينجو من ظلمه فالظلم ظلمات يوم القيامة ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب . 3/ أَيُّهَا الأبناء إياكم والعقوق فالذنب عظيم والعقوبة أعظم . 4/ المهنة أمانة يُحاسب بها المرء فهو راعيٍ و مسؤول عن رعيته . 5/ بيتٌ في رٓبٓض الجنة لمن حسُن خُلقه ، ففي اللين واللباقة و الصبر والتلطف واحتواء الموقف والكٓلِم الطٓيب والابتسامة أخلاقآ مُحمدية محمودة تمتص كُل غضب و توتر . 6/ على الإدارة العُليا في كل جهاز حكومي أو خاص رصد و متابعة سير العمل في كل ساحات العمل وتزويدها بكاميرات مراقبه لضمان أعلى مستويات الجودة والمصداقية والشفافيه والنزاهه كما يؤخذ بها في حالات الخصومة لرفع الظلم والحُكم بالعدل. 7/ أنصح بشده جميع المسؤولين في شتى القطاعات وأخُص بالذكر التعليم والصحة والمرور والدور الاجتماعية اقامة دورات مُكثفه في مهارات التواصل والاتصال مع المراجعين والزوارمن داخل المُنشأة وخارجها للعاملين لديهم وكيفية التعامل مع المواقف بدرجاتها بأفضل الحلول و أقل الخسائر . 8/ التجرد من الإنسانيه يمثل موت الضمير ، روى الترمذي وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، فالشفقة والرحمة هي سبب من أسباب رحمة الله تعالى لمن تَخَلق بها. 9/ القضية أصبحت قضية رأي عام فستفتح الجامعات أبوابها للطالبة وتُخيّر أي الأقسام ترغب ، وسيُسخرون لها الوزارة بأكملها كترميم لما حصل ، إلا أن لسان حال الطالبة يقول لا عِوَض لفقد أُمي ولو أنكم تُخيروني في مقعدا بأوائل جامعات العالم و أمي لأخترت أمي ثم أمي ثم أمي . ايناس علي محمد عائض آل كدم محاضر - قسم الإعلام والاتصال جامعة الملك خالد