يتعرض الانسان خلال فترة حياته إلى وعكات صحية متعددة ومتنوعة بعضها سهل وبسيط كالرشح والسعال والصداع وآخر شديد كآلام المعدة وغيرها وبعض الامراض تتطلب تدخلا جراحيا كرفع البنكرياس وغيرها, وفي كل الاحوال يبحث المريض عن العلاج المناسب لحالته بل حتى الأمراض الخطيرة كالسرطان والأيبولا يبحث المريض عن علاجها ويسعى العالم المتحضر جاهدا ليجاد العلاج المناسب والملائم لها هذا هو المنطقي والمعقول شرعا وعقلا وعرفا لهذا لم نسمع في أي مكان من العالم وعلى مر العصور والاجيال من يقول بقتل المريض للتخلص منه ومن مرضه حتى وإن كان مرضه ينتقل إلى الاشخاص السليمين بسبب واخر, وهنا أقول المرض قد يكون عقليا وقد يكون جسديا فيجب علاج المريض عقليا كما يجب علاج المريض جسديا وهذا يتفق مع الشرع والعقل لهذا لم يقل عاقل بقتل المجنون أو المعتوه لا سابقا ولا لاحقا , ومن الامراض العقلية الانحراف الفكري في الرأي والمعتقد كالذين يأتون بأفكار مخالفة لديننا الإسلامي الحنيف فيدخلون في البدع والضلال الذي حذرنا منه ربنا الكريم ونبينا عليه أفضل الصلاة والسلام , فهؤلاء بأمس الحاجة إلى النصح والرعاية إلى العنف والقتل لأن الفكر يقابل بالفكر لا بالقوة والسلاح , ومن هنا أقول أن الذين انحرف فكرهم واصابتهم لوثة فكرية هم مرضى يجب علاجهم فهم أحوج الناس إلى الحنان والرعاية كالصبي المريض الذي يحتاج إلى حنان والديه ورعايتهم وعطف الآخرين عليه , فمن اصابته لوثة فكرية هو في الحقيقة مريض مرضا عقليا فيجب على الآخرين علاجه ورعايته لا تعذيبه وقتله ومن هنا أقول أن المتطرفين فكريا يجب رعايتهم ومناقشتهم مناصحة لهم وللأخرين كي لا يقعوا فيما وقع فيه غيرهم أما استعمال القوة المفرطة معهم خاصة إذا كانت القوة ممن يخالفهم في الدين والمعتقد فهذا مما يشجعهم ويدفعهم للاستمرار على ما هم عليه مما يرونه حقا وصوابا لجهلهم بالنصوص الشرعية أو لسوء فهمهم لها أو لشبهة متعلقة بفكرهم ولعلاج المريض يجب إزالة سبب المرض لا قتل المريض.