في التوجيه الكريم الذي أصدره صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير في الأسبوع الماضي القاضي بتنفيذ التوجيه السامي الكريم بإيصال الكهرباء للمواطنين الذين لا يملكون صكوكا لمنازلهم، في هذا التوجيه الأميري الكريم انحيازا كبيرا ومثيرا من أمير قدير لمواطن كسير وفيه أيضا إنصاف ومعان كثيرة إنسانية وقيادية إدارية ومنافع اقتصادية واجتماعية للمنطقة وأبنائها ، والاهم من كل هذا هو الرسالة التي حملها هذا التوجيه للمسؤولين والأجهزة الحكومية في المنطقة للقضاء على البيروقراطية المقيتة والروتين النتن ، وبأن لدى سموه مصادر متعددة لسماع صوت المواطن لا يمكن حجبها عن سموه من الأجهزة الحكومية في حال قصورها وتقاعسها في تقديم الخدمة الواجبة والمستحقة للمواطن والتي من أجلها وجدت هذه الأجهزة ووجد موظفيها ، والذين يجب أن يعرفوا بأنه لو لم يكن المواطن لما كانوا هم . إن أبناء منطقة عسير وجلّهم من الكادحين المتعبين الذين لا تسمع منهم الأجهزة الحكومية ولا تلقي لمطالبهم المحقة بالاً يرددون الآن بعد هذا التوجيه كل ما في عسير عسير إلا أنت يا سمو الأمير ، فكن لهم يا سيدي نصير . أيها الأمير القدير لقد تغير الكثير من المسلّمات القديمة البالية فأصبح في المجتمع قادة رأي ومتحدثون جدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والإعلام الجديد أكثر حيوية وصدقا في التعبير ووضوحا في كشف الصور الاجتماعية القاتمة وارتفع صوتهم الصادق باحتياجات الناس وقضاياهم بعد ان كان الكثير من الديناصورات الرسمية والإعلامية والاجتماعية تقمعهم ، وبالتهويل تلجمهم ، فاسمع لهم ومنهم يا سيدي فهم ألسنة الناس وصوت الواقع وعينك الثالثة في المنطقة ، ولا تسمع للمسؤول في حق المواطن في الأمانة والبلديات والمحافظات ومراكز القرى و رجال المرور والأمن والصحة فالمياه ثم التعليم ، هذه الأجهزة الأخطبوطية المهمة ذات المساس بحياة الناس والمجتمع تحتاج من سموكم للتوجيه والتغيير أو على الأقل التدوير في المراكز وتجديد الدماء المتجمدة في هذه الأجهزة فقد انصرفوا في مواقعهم العملية عن الإنتاجية وطبقوا الروتين العقيم والفزعات في القربى واعتساف الأنظمة والتحايل عليها وكأنهم أوصياء على الناس أو شيوخ قبيلة وليسوا موظفي حكومة يخدمون الأمة ، إنهم يمنّون على المواطن منوناً في حقه النظامي والوطني والناس تطمع من سموكم في تحريك المياه الراكدة في هذه الأجهزة التي لا تحب ان ترى ولا تسمع ولا تتكلم في حمل الاسلحة وتهريبها وترويج المخدرات وتهريب المجهولين بشكل يومي مشين وانتشار التفحيط والسرقات والموت قبل الحصول على السرير وإن توفر السرير فهو بمثابة استراحة محارب في الحياة قبل الانتقال للقبر لسوء الخدمة الصحية وتنشف ارياقهم من شح المياه، والمجتمع يعاني من عبثية الشباب وتقاعس الأجهزة الحكومية عن الضبط وغياب رموز المجتمع وعلمائه عن التوجيه فانفرط العقد ولم يعد له إلا أنت يا سمو الامير سامعا و موجها في كل شؤون حياته وما تعنّت الأمانة إلا أعراض واضحة لأمراض هذه الأجهزة . أيها الأمير القدير أن جل الناس هنا في منطقة عسير واقع بين مطرقة الجهل الاجتماعي والنظامي وسندان السلبية والتعسف الإداري السالب للحقوق باسم النظام ، والنظام منهم براء وهم في هذا الزمن الذي أصبحت فيه متطلبات حياتهم كلها منغصات تجعل من العاقل حيرانا تائها كأن به مس لا يلوي على شيء بل أصبح في حياته اليومية متأرجحا بلاوعي في دوامة تتقاذفه المشاكل والطلبات الحياتية اليومية حتى الثانوي منها تسبب له التسمر واقفا لعجزه أمام تغول الروتين الحكومي وعنجهية المسؤول غير المبررة وتغير نمط الحياة كلها عوامل تجعل الانسان يفقد صوابه وأعصابه وكأنه في مثلث برمودا تمور به المشاكل مورا مما يجعل منه إنسانا فاقدا للتركيز مهموما عديم العطاء للوطن ولأسرته ولنفسه ، لأن ضروريات حياته قد تعطلت بفعل تكلس العقول الغير متطورة فشغلته عن التفكير والعطاء للصالح العام حتى وإن كان في مقتبل العمر شابا قويا فإن هذه المنغصات تنهكه وتقعده وتعطل حواسه وإطرافه عن التحرك وهنا يأتي مثل هذا التوجيه الأميري الإنساني الرائع والعطاء الماتع ماسحا للهموم مبهجا للنفوس مفعما لأرواح الناس بالأمل وبسماع أصواتهم وتذليل معوقات تعاملهم مع الأجهزة الحكومية وهي أم المشاكل في عسير . لقد ركب عشاق الروتين والتبلد النظامي رؤوسهم وخلقوا إشكالا معقدا لحياة الناس معطلا لاحتياجاتهم بأسباب واهية وكأنهم أوصياء على الناس وليسوا في خدمتهم أو كأنهم أعرف بالنظام من ولي الأمر . شكرا لك يا سمو الأمير فقد زرعت البسمة بهذا التوجيه الكريم على شفاه أبناء منطقة عسير بعد أن نغصت عليهم الأمانة ، وأنت بهذا الصنيع الجميل أعدت لهم وهج الابتسامة الكبيرة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قبل أسابيع والتي مست حياة الناس ومنافعهم ومناشطهم بالخير . وإذا كان لي من مقترح في ختام هذا النص الشاكر لمن يستحق الشكر وهو سموكم فهو تشكيل لجنة مصغرة في الأمارة ترتبط بسموكم مباشرة وتحلف اليمين قبل مباشرتها العمل بأن تصدق في عملها مع الله ثم مع سموكم ، تكون مهمتها متابعة ما يقوله الناس وتتابع أوجاعهم وشكاويهم عبر كل الوسائل التقليدية والحديثة والمباشرة وتقديمها لسموكم شخصيا لحلها في اجتماع شهري مع رؤساء الدوائر الحكومية في المنطقة فأنت بلسمهم الشافي ولا غرو في ذلك فسموكم رحوم رؤوم للناس في النائبات والبأس في منطقة عسير . مرة اخرى شكرا لك سيدي من كل ابناء منطقة عسير فقد انحزت للمواطن فسموكم رحمة مهداة لأبناء المنطقة مثلما كان والدكم الملك الصالح خالد بن عبد العزيز رحمه الله رحمة مهداة لكل الشعب وكان سموكم كبيرا في العطاء بهذا التوجيه بحجم كبركم في القلوب والعيون . بقي لي التمني أن لا تحجب هذه الرؤيا والتطلعات للناس عن نظر وسمع سموكم لتزيدنا يا سمو الامير انحيازا في انحياز لمزيد من الانجاز .. محمد بن علي آل كدم القحطاني