ليس بصحيح ان سقوط صنعاء له تأثير خطير جدا على المملكه فالخلاف بين الزيدية والشوافع السنة باليمن قديم جداً، ودائما تتأرجح كفة الميزان بينهما، والآن سوف ينشغل الحوثيون بأنفسهم وسوف لن تدوم لهم السيطرة ، حيت ستناهضهم الجماعات الاخرى وتفشل مشروعهم الواضح فشله مسبقا ، ثم يؤخذون من كل جانب وتذكروا الوعود التي كان عبدالملك الحوثي يعد بها أهل اليمن من الرخاء والازدهار والتنمية فهل تعتقدون ان ايران تستطيع تقديم مثل هذا وهي تقع تحت شبه الحصار ونصف شعبها تحت خط الفقر والبترول بدأت بوادر انخفاضه تلوح في الأفق ، والفساد قد ضرب بأطنابه في كل المؤسسات المدنية والعسكرية . ان رؤيتي الشخصية ان سقوط صنعاء بأيدي الحوثيين ستزيد من أعباء ايران ولن تضرالسعودية ومن يعرف الفقر والفساد وغياب الأمن والتناحر الذي تعيشه كافة محافظات اليمن يدرك انه لا ترغب اي فئة ان تكون مثل حالهم بل لو خيّر أهل اليمن ممن هم على تخوم حدود المملكة لاختاروا الانضمام للمملكة دون اليمن والدليل التسلل الكبير عبر الحدود للهروب من اليمن الذي كان يسمى سعيدا وذلك للعمل داخل المملكة ولو بطرق غير نظامية ،فمن يصدق ان احدا او جماعة بالمملكة تتمنى ان تكون تابعة لليمن ، كما يروّج له المرجفون . صحيح ربما يكون الحوثيون مثل حزب الله في لبنان خاصة انهم سموا أنفسهم أنصار الله ،لكن يختلفون عن حزب الله في ان حزب الله قد اتخذ من اسرائيل ذريعة للتسلح والهيمنة على جنوبلبنان وقد كسب من خلال حربه اسرائيل هالة وشعبية تعدت حدود لبنان ، حين انبرى إعلامه بتضخيم إنجازاته ، وهذا العذر غير موجود باليمن حتى لو نشط الحراك الجنوبي بطلب الانفصال فإن قتال الحوثيين لهم لن يكسبهم تعاطفا كالذي عليه حزب الله . ثم ان التركيبة السكانية في لبنان من شيعه ودروز ومسيحيين وسنة وغيرهم جعلت حزب الله يستفيد من بعضها لصالحة مع وجود حدود جغرافية مفتوحة لدولة داعمة هي سوريا ، وهذا غير متوفر بالتركيبة اليمنية فلا يوجد سوى الزيدية والسنة بل ان بعض الزيدية ليسوا على وفاق مع الحوثيين حينما رأوا أن مذهبهم الذي كان اقرب مذاهب الشيعة لأهل السنة قد اختطفته السياسة ليكون شبيها بالمذهب الاثني عشري ، اكثر المذاهب عدائية لأهل السنة ، كما ان المملكة وبحكم قربها الجغرافي ستكون اكثر تأثيرا في اليمن من خلال دعمها السياسي للمعارضة باليمن اذا وحّدت جهودها ونهضت بمسؤوليتها ، وكما قلت فإن الحوثيين سيفشلون في تنمية اليمن الموعوده والتي سيكون مجلس التعاون الخليجي هو الأقدر بدعم الشعب اليمني حين يضع هويته العربية في سلة الدول الخليجية والتي أدركت اخيراً ان تقصيرها السابق مع تنمية اليمن كان بعض أسباب ما حصل.