في هذه الفترة بالذات وفي هذه المرحلة بالذات نحتاج للنظرة التفاؤلية المعتدلة والتصدي بقوة لأصحاب الأهواء ومنظري الفتنة ومسوّقي الضياع. المجتمع السعودي كله بحاجة للوقوف صفا واحدا ضد كل من يريد الانجراف خلف سراب "الربيع" الوهمي وضد دعاة الفتنة، فالفتنة نائمة لعن الله موقظها. السعودية تعيش في أمن ورخاء وهذه أكبر مقومات الحياة البشرية، وبدون الأمن لا تساوي بقية عناصر الحياة شيئا، وبالنظر للدول التي أغفلت جانب "الأمن" وانجرفت خلف دعاة "الفتنة" نراها تدفع الثمن وتتمنى توفر "الأمن" فقط ولا حاجة إلى شيء آخر سواه. العاقل يحافظ على غصن السلام ويركز على الجوانب التي تعزز وحدة "الوطن"، وبينما يقف دعاة "الفتن" يقدمون جرعات تزرع الشقاق والنفاق وتوغر الصدور وتنشر الفرقة والكراهية بين هذا وذاك ينتصر العقل أو الجهل، وبين الاتزان والانجراف مسافة يحددها "المواطن" ذاته فإما مع هؤلاء أو مع هؤلاء.. على جزء صغير من بلدي هنا في عسير مشاريع بمليارات الريالات وورشة نهضة كبرى وفرص استثمارية رائعة وحراك سياحي ثقافي ورياضي طيب، ومن يقف أمام مشروع "مدينة الملك فيصل الطبية" التي ضخت في ميزانيتها أكثر من 4 مليارات ريال ومشروع "مدينة الملك خالد الجامعية"، التي ضخت إلى الآن حوالي 5 مليارات ريال ومشاريع الأمانة التي تجاوزت 11 مليارا في ثلاث سنوات فقط؛ فلا يمكن أن يتوقف عند تعثر مشروع أو قضية بطالة أو عنوسة.. فلكل منها باب وجواب.. نحتفل مع بقية أجزاء "الوطن" بعصر الخير والعطاء، ونعانق أشعة شمس المشاريع ولا نلتفت للوراء، فيكفي توفر "الأمن في الأوطان".. "ولئن شكرتم لأزيدنكم"... "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".. أدام الله على بلادنا نعم الأمن والرخاء.