حُسن الظنّ من حُسن النيّة فإذا كانت نواياك حَسنه فإن ظنك بالتالي سيكون حسناً والعكس صحيح فإذا كانت نواياك سيئة فإن نظرتك وظنّك بالناس سيكون سيئا ، وتحليلك لشخصياتهم وتصنيفهم بدون وجه حق ماهو في حقيقة الأصل إلا إنكشاف لما يدور داخل رأسك من أفكار .. في علم النفس فإن كل من يُدخل نفسه في تحليل نوايا ومقاصد الآخرين ويقوم بتفسيرها بصورة سيئة تكون في الغالب أفكاره سوداء ولولا سوء نيته لما خطرت على بالة تلك التفسيرات السيئة والتصورات الواهمه التي على اثرها يبدأ بتوزيع التهم جزافاً على الآخرين فكل إناء بما فيه ينضح... يحدث عندنا ان تنتقد اي شيء فتصبح معدوم الوطنية ، او تقول رأيك المخالف لهم فتُتّهم بأنك عميل لجهة خارجية ، او تتكلم عن حقوق الإنسان فأنت بالتالي ليبرالي ، تتكلم عن الفساد والمفسدين فتصبح اول الضحايا ، اما اذا كنت لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم او بالعاميّة ( تنطمّ ) فأنت بالتأكيد في نظرهم المواطن المخلص الوفيّ.. من أنتم ؟ يامن تصنفون الناس على اهوائكم ومن أعطاكم الحق لكي تحددون انتمائاتهم وهوياتهم ومدى حبهم وإخلاصهم لوطنهم .. وهل من العدل ان تكون رؤى وأفكار المتنفذين فقط هي المقياس الوحيد الذي تقاس عليه بقية الأفكار وان ما عداها باطل لا يتم النظر اليه ، أليس من حقنا ان نحب وطننا كما نشاء وان نفكر في مستقبله كما نشاء ام ان ذلك حكر فقط على الموزعين المعتمدين للوطنية .. قد لا نتفق معكم حول اشياء كثيرة مشتركة بيننا فيما يخص مستقبل الوطن وعملية بناء الانسان وقد نخالفكم الرأي في طريقة إدارة حياة المواطن لكننا بالتأكيد لن نقبل المساومة على حُبّنا للوطن ، وليس من الضروري ان نتفق معكم في طريقة حبنا له وليس ضرورياً ان تتفقوا معنا لكننا لا نريد ان نصبح أعداء يرمي بعضنا البعض بالخيانة لمجرّد اننا لم نتفق في الآراء ، أحسنوا نواياكم ليتحسّن ظنّكم فالنيّة مطيّة تأخذكم الى حيث ما تفكرون فيه ان خيراً فخير وان شرّاً فشرّ... لا تتعب نفسك بالتفتيش عن اخطاء الآخرين وتنسى نفسك يقول الشافعي : إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى **** ودينك موفور وعِرْضُكَ صَيِنّ لسانك لا تذكر به عورة امرئ **** فكلك عورات وللناس ألسن وعيناك إن أبدت إليك معايباً **** فدعها وقل يا عين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى**** ودافع ولكن بالتي هي أحسن يقول احد العظماء : نحن لسنا فقط محاسبون على ما نقوله ولكننا أيضاً محاسبون على ما لم نقوله عندما كان من المفترض ان نقوله .. بقلم / سافر آل سافر