حتى الأفكار التي لم ترى النور لعدم اكتمالها او نجاحها لا بُدّ ان يكون لها فائدة وربما فوائد بشرط ان تجد من يحسن التعامل معها والاستفادة منها بحيث ان تبدأ من حيث انتهى الآخرون ، ففكرة الرفض الكامل وإقصاء الكلّ ستعيدك الى نقطة الصفر ، والاستفادة من تجارب الآخرين افضل وسيلة لبلوغ الهدف ،، مخطئ من يعتقد ان اي موجود في هذه الحياة ليس له تأثير او دور يلعبه حتى ولو لم يستطع الانسان ان يعرف ذلك الدور حتى الآن ،، واهم كل من يظن بأن التعامل بمنطق الأبواب المغلقة سينجح للأبد ، فازدياد من يقرعون الأبواب جرس إنذار لمن هم قابعين خلفها بأنه سيأتي اليوم الذي يضطرون فيه الى دفعه وتحطيمه فوق رؤوس ساكنيه .. نحن نعيش في زمن المتغيّرات والتقلّبات ونؤمن بتلك التغييرات ونعرف انها إحدى سمات زماننا وعلى الرّغم من كل هذا نستعصي على التغيير ونحاربه بكل ما أوتينا من قوة بل اننا نرفضه رفضاً مطلقاً ومسبقاً وبدون ان نكلّف حتى انفسنا بمجرد النقاش حول ما يطرح من جديد .. مع ان القاعدة تقول ان النجاح غالباً هو نتيجة العمل الجماعي المشترك على عكس الفشل الذي يكون غالباً نتيجة الأعمال الفرديه إلا أننا للأسف مجتمع تغيب عنه روح العمل الجماعي ويعتمد عوضاً عن ذلك على الفردية الاقصائيه ورفض الآخر وعدم النظر اليه او الاطلاع على ما يمكن ان يقدمه من أفكار .. مجتمعنا يتفنن في إقصاء الآخر فقط لأنه الآخر ويستمتع بتوزيع الفشل بكل سهوله على كل من لا يوافقه الرأي ، لماذا لا يتم توزيع النجاح والعمل بروح الجماعة والسماح للمواطن بإبداء رأيه والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تمس حياته على الأقل ،، لو كنت تعمل في شركة ما وتتقاضى راتباً شهرياً ثابتاً لا يتأثر بنجاح الشركة من عدمه فكيف سيكون ادائك في عملك ؟ بالنسبة لي سأعمل وهمّي كلّه الراتب ولن يفوتني اي فرصة استطيع من خلالها ان ارتاح من ساعات الدوام ولن اشغل نفسي بنجاحات الشركة طالما انني سآخذ راتبي فالنهايه بدون زيادة او نقصان ،، لكن !! ماذا لو كنت شريكاً في هذه الشركة تتأثر بنجاحاتها او إخفاقاتها ؟ فأنك حتماً ستحرص على ان تؤدي عملك على أفضل وجه وستعمل على تطويره بكافة الأشكال لأن الفشل او النجاح سيعود فالنهايه اليك ،، سؤالي ؟ هل نحن فعلاً شركاء في هذا الوطن ام اننا تابعين ومتبوعين ،، بقلم / سافر آل سافر