وطني ... استقبلتني عند قدومي للحياه فأحتضنتني بحنانك وواسيتني بعطفك وآنست غربتي بفضائلك .... أهديتني كل ما أحتاجه من متطلبات الحياه بأمر ربك .....من زرعك أكلت .....ومن ماءك ارتويت .....ومن معطياتك اكتسيت .... ضممتني إلى جناحك حتى اطمأننت وهدأت نفسي ...وغمرتني بحنانك حتى أحسست بالأمان ...ليتعلق بك قلبي فلم أعد أقوى على فراقك أوالبعد عنك وطني .... ياقرة عيني ...عرفت قيمتك حينما سألت من اغترب عن وطنه هل هنأ بعيش او تلذذ بمنام او قر له مقام؟؟؟ وطني ... يا زهرة فؤادي ... عرفت قيمتك حينما سألت المشردين عن أوطانهم هل اكتست اجسادهم بعد فراقه؟؟؟ ام هل تبللت شفاههم بعد وداعه ؟؟ سألتهم ما اقصى امانيهم ؟؟؟ أجابوني بزفرات تحرق ألأفئدة .... انها العودة الى اوطاننا كل مخلوق جبل على حب وطنه أليس نبينا صلى الله عليه وسلم يقول لمكة والله انك لأحب البقاع الي غير أن اهلك أخرجوني؟ اخرج السمكة من الماء هل تعيش ؟ إنها خرجت من وطنها فلم يعد للحياة طعم بعده. شاهد الطيور وهي تغدو خماصا لتعود الى أوطانها مساء .... لماذا تعود الى أعشاش لاماء فيها ولا غذاء ؟؟؟ إنها فطرة حب الوطن. يتبخر الماء من البحار ليرتقي في السماء فما يلبث أن يعود الى وطنه مهديا له نعمة الماء ولسكانه الحياة بكل متطلباتها ..إنها الفطرة وطني ... ياعبق الروح ..... اطأطئ رأسي خجلا من بعض من احتضنتهم حينما تنكروا لك فشمتوا بك الأعداء وطني ....يانبض الحياة .....أحبابك وعشاقك يملئون مساحاتك فلا تأبه لأولئك الغثاء والزبد ...لأنهم يذهبون جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض وطني ... ياطمئنينة قلبي ...هل رأيت الأم الحنون التي أعطت قلبها لإبنها فلما اشتد عوده قابلها بالجحود ؟؟؟... لاتحزن ....أنت قدمت لهم كل شيء فلقيت كما لاقت تلك الأم ...ولا عزاء للعقوق وطني.... يانفس الكرامة.. هنيئا لي بأنك وطني ..وسأظل أحمد ربي أن جعلك وطني ... يكفيك شرفا ضمك لخاتم النبيين بين أضلاعك يكفيك شرفا انك قبلة المسلمين وفيك الحرمين فضلك الله على كل أقطار الأرض .....ولأنك الأفضل فقد قيض لك ولاة أمر اختارهم الله لك ليقيموا شرعه فيك اختارهم الله لك لتبقى عزيزا شامخا بين البلدان ...اختارهم الله لك ليهيؤوا لك فرصة شرف خدمة ضيوف الرحمن وطني أمام شموخك وكبريائك تتقازم عباراتي ...وتتلعثم مفرداتي .... وتتيه مشاعري أعترف بعجزي عن التعبير لك عن مايجول في قلبي ... لكنني استطيع أن أقول لأبناءك عضو عليه بالنواجذ فلن تجدوا بديلا عنه ....اخلصوا في اعمالكم فلن تجدوا الراحة بعيدا عنه...ذودوا عن حياضه بكل مااستطعتم فلن يقبلكم سواه ... حافظوا على ممتلكاته فلن يعطيكم احدا سواه ... ولتحقيق ذلك اعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا.