في سن المراهقة والشباب يتفجر الإبداع وتنمو المواهب ويشتعل الشاب حماسا ويتوهج فتوة يستشرف المستقبل بخيال واسع وعزم لايلين يدافع عن أفكاره ومعتقداته بل وثوابته التي بناها لنفسه أو تربى عليها في محيط أسرته ومجتمعه أيا كانت تلك ألأفكار والثوابت لذا نرى أن الاغلب على المراهقين ان يكونوا بين طرفي نقيض فإما ان يمتثل المثل العليا والاخلاق الفاضلة والتدين بشكل قد يصل به الى الغلو او انه ينزلق في مهاوي الرذيلة والانحطاط الاخلاقي والانسلاخ من الدين بترك الصلاة اولا ثم هو لماسواها اضيع بينما نرى الشاب الذي يترعرع في أسرة واعية تخلق بيئة تربوية ناضجة ونفسية متوازنة لذلك الشاب او المراهق فإنه يخرج ذلك الشاب او المراهق مبدعا متميزا يفخر به والده ووالدته ويستطيع أن يبني نفسه بناء يفخر به وطنه ويعز به دينه. أثارت أشجاني الشفقة واعتصرت قلبي الرحمة لأولئك الشباب المراهقين الذين تخلت أسرهم بل ومجتمعهم عن احتواءهم تربويا واحتضانهم نفسيا فنراهم يجوبون الطرقات ليلا ونهارا وكأنهم يقبضون أجورا على قياس مساحات وأطوال الطرق بل تدرج بعضهم في تحمل المسؤولية العامه فنذر نفسه حارسا أمنيا على مخارج القرية ومداخلها ومطاردة الغرباء وإيذاء هم حتى وصل في بعض القرى أستخدام الأسلحة ضد من لم يرعوي أو يتوقف للتحقيق الجنائي من قبلهم والبعض احترف سرقة السيارات والممتلكات العامة ليس من حاجة أو فاقة إنما من فراغ وتفريغ للشحنات التربوية السالبة كنوع من الانتقام للذات ناهيك عن الانحرافات السلوكية والأخلاقية الاخرى التي ابتلي بها بعضا من ضحايا سوء التربية. أنا لن أطالب هنا تلك الأسر بان تهتم بالتربية قبل الإنجاب لان الفأس قد وقع في الرأس ولن نستطيع تدارك ما مضى ولن أكلف على نفسي بنداء تلك الأسر بتدارك ما مضى واحتواء أولئك الضحايا بحسن التعامل والرعاية النفسية والاجتماعية للحد من تجاوزاتهم ومحاولة الإصلاح ما استطاعوا لعلمي بالجهل المطبق في علم التربية عند تلك الأسر بل أن بعضهم يهلك أبناءه بالاجتهاد التربوي الخاطئ ثم يأتي ليقول قد بذلت قصارى جهدي في التربية وماعلم انه من أهلكهم بسوء اجتهاد لم يكن على قاعدة علمية صحيحة هنا القي باللائمة على أصحاب الشأن والجاه ومن آتاهم الله بسطة في المال والعلم وهم ولله الحمد كثير وفيهم من الخير ما يجعلهم يشعرون بالمسؤولية تجاه أبناء مجتمعهم فلو استثمروا أموالهم في افتتاح أماكن مغلقة ومهياة بمرافق حيوية من ملاعب متنوعة ومسابح وكوفي شوب ومطاعم لاحتوت كثيرا منهم وكانت بديلا عن تلك الأماكن التي تشجع على ارتكاب الجرائم والتجاوزات الأخلاقية. اين مدراء المدارس ووكلاءها ومعلميها ومشرفي الأنشطة عن إقامة مهرجانات وملتقيات مستمرة خصوصا أن اكثرهم من أبناء المنطقة فماذا قدموا لمجتمعهم وماذا استفاد منهم الأقارب قبل الأباعد. اين دور الأمانة وجميع المراكز الحكومية الأخرى من الأعمال التطوعية وإشراك أولئك الشباب فيها بأعمال بسيطة تشغلهم وتملأ فراغهم فمثلا لو تم إعلان زراعة احد الشوارع كل شاب يزرع شجرة تحت عناية البلدية ويكافئ عليها ولو ببطاقات شحن لن تكلف شيئا وسنرى عوائدها على شبابنا أو إقامة مسابقات لأنظف حي ويكرم شباب ذلك الحي أو تأمين مواد استهلاكية ووضع مكافآت للشباب المشاركين في توزيعها على الفقراء والمحتاجين في المنطقة وغيرها من الانشطة التي قد تساعد في الحد من تلك التجاوزات --كأني اسمع من يسخر ويقول لن يفعلوا لن يستطيعوا ويعدد المثالب والمعايب ونسي انه هو بكلامه وتثبيطه من جعل منهم شبابا عاطلا لا ينتفع به --انتم فقط بادروا وابدأوا وكلي يقين بان يتفاجأ الجميع بنتائج مبهرة وغير متوقعة. نوره القحطاني