يتألم الإنسان كل يوم .. حقيقةٌ لا يختلف اثنان على مصداقيتها ، ولا تكاد تخلو ساعة من يومه دون ألم في قلبه أو في جسده من نفسه أو من الآخرين سواء عن طريق الكلمات النابية أو الأفعال الخشنة ويفكر هذا الإنسان ملياً كيف يتجاوز تلك المصائب بأسرع وقت ممكن بغض النظر عن عواقبها ونتائجها فهي لا تخلو من الهموم والغموم ، وهكذا الحياة .. وهكذا تحلو الحياة .. وهكذا تكون الحياة . قديماً قالوا : ( كلما تألمت كلما ازددت سعادة ) كيف أتألم وأكون سعيداً ؟! انظر من زاوية أخرى أبعد يقول الله عزو جل " } إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر 10 ] أجر بلا نهاية غير محدود تأتي يوم القيامة ولديك رصيد هائل من الأجر والثواب لا يعلمه أحد إلا الله ، وينزل عليك السكينة والطمأنينة من السماء في قلبك وأنت تتألم ، أعرفت الآن كيف أصبح الألم سعادة ومن ثم إلى أجور . ولكن للإنسان حد معين لتحمل الألم فجسمه وعقله وفكره له حدود إذا تجاوزها قد ينفجر وربما ينتج أفعال لا إرادية يتصرف كالمجنون لشدة الإصابة ، وهنا يأتي دور الأسرة والمجتمع لتخفيفه وتهدئته بالنصائح والتوجيهات وذكر بعض قصص الذين صبروا وصابرو ويكون كالحقنة المهدئة . أذكر صديقًا لي كان يشكو مراراً من ألم غزا بطنه حتى أيقن أنه سيموت قريباً جداً جداً ، وزار كل مستشفيات جدة حتى يأس ، فقلت له : لو قرأت على نفسك بعضًا من الأدعية الشرعية تدعو الله عز وجل أن يشفيك لزال عنك ما تجد . ففعل الصديق ما قلت له : وزال الألم العضال " ولله الحمد والمنة " بعد بضع أيام وحينها تغير تغيراً جذرياً فأصبح يحافظ على الصلوات في المسجد بعد أن كان مهملاً في السابق " فسبحان الله مغير الأحوال " . في الآونة الأخيرة كثر المرضى وكثرت المستشفيات وهذا ما لم نسمع عنه في الماضي ، ترى ما السبب في ذلك ؟! سؤال للتفكير والتأمل ..!! الهموم والأحزان تهاجمك هجوم العدو لا تعرف نهارا ولا ليلا ، فإذا لم تكن مسلحا بسلاح الإيمان والقناعة فأنت إذا في عداد المرضى عاجلا أو آجلا رضيت أم أبيت . واعلم أن " كلما زاد رصيدك في البنك كلما زادت همومك " هذا رأي أنا . إلى اللقاء .. زكريا مولوي سعيد حسين