لو أردت الاقتراب أكثر من الناس ومحاولة فهمهم وفهم ما يفكرون به ومعرفة مدى رضاهم عن حياتهم وعن شعورهم بالنسبة للمستقبل فانظر الى الأمثال والحِكَم التي يتداولونها ويرددونها فيما بينهم فهي خير دليل قد يخبرك عنهم وعن احوالهم ... وفي مجتمعنا هناك الكثير من الحِكَم والأمثال التي يعرفها الصغير قبل الكبير وذلك من كثرة ترديدها وتناقلها حتى اصبحت سِمه خاصه لمجتمعنا لا تخص غيره من المجتمعات ومن تلك الأمثال [انطر يا حمار لين يجيك الربيع]وهو من الأمثال الأكثر شيوعاً وانتشاراً بيننا ويضرب هذا المثل عندما يحس الناس باليأس من أي أمر ما بنوا عليه آمالهم ليكتشفوا بعد ذلك انه لن يتحقق في وقته المحدد أو أنه بعيد المنال وان كل ما يقال عنه ما هو إلا ذرّ للرماد في العيون ... أيضاً من الأمثال أو الحِكم المنتشرة بيننا مثل يقول [أنفخ يا شريم قال ما من برطم ] ويستخدم هذا المثل للّنكاية من شخص ما أوجهه محدده عندما لا تستطيع الإيفاء بوعودها وذلك لانعدام الكفاءة المطلوبة لإنجاز ما أوكل اليهم من اعمال ففاقد الشيء لا يعطيه ... ومن الامثال أيضاً المستخدمة عندنا [ادهن السير يسير] ويستخدم هذا المثل عندما تريد ان توحي لشخص ما استعصى عليه إنجاز أي مصلحه أو معامله في إحدى الإدارات الحكومية بأن يقوم بإعطاء ثمن من تحت الطاولة للشخص المسئول مقابل ما سينجز له من اعمال حتى لو كان ذلك بطريقه غير نظاميه ... هناك ايضاً مثل يقول [لو كان شمس كان من امس] وهو يستخدم للتعبير عن السخط من أي حديث قد يأتي بعد فوات الأوان ..كأن يمتلك أبوك مثلاً كنزاً ثميناً يحرمك منه ثم يقوم في نفس الوقت بتوزيعه وتبديده يميناً ويساراً الى ان يقضي عليه وبعد ذلك يعدك بتعويضك عنه في المستقبل حينها ستقول لو كان شمس كان من أمس ... هذه بعض الحِكَم والأمثال التي يزخر بها مجتمعنا ليست كُلها وإنما بعض منها أكتفي بها في مقالي هذا الى أن أُسلط الضوء على المزيد منها في مقالات قادمه ... ودمتم في ود ... بقلم /سافر آل سافر