لا يَخفى على المسلم أن العقيدةَ الإسلامية منهَج إلهي شامل , مُوافق لجميع متطلبات البشرية في كافة ميادين الحياة , فقد جاء بالحِكَم و الأحكام العظيمة و المعاني السامية التي تقوم على الإعجَاز في كافة الوُجوه كانت صغيرة كالذرة و أقل, أو عظيمة كالسماوات و الأرضين و أعظَم ,أو ما لا تدرِكه الأبصار و الذي لا يعلمه إلا الله تعالى , فهو الذي شرعها و أنزلَها على عباده المؤمنين , فجات تلك التشْريعات الإسلامية خير للبشريَّة جميعا, موافقة لطبائعها المختلفة, حيث اهتمَّت بكافة فئات المُجتمع كالوالدين والأيتام و الأرامِل و الفقراء و الجار,,كَي يتَحقق التكافل الاجتماعي ّ, و تؤَلف بين قلوبهم , و تنتشر بينهم المحَبة و الصِّدق و الوفاء و التعاون و التآلف, و تُعتبر الأخوَّة في الله و لله نِعمة عظيمة منَّ الله بها على عباده المؤمنين المخلِصين , أخوَّة بعيدة عن المصالح الشخصيَّة و المنافع الذاتية تقوم على الرابط الإيماني الذي يقوم على منهَج الله تعالى الذي يزرَع في قلوبهم التقوى و التآخي و الخير و محبَّة الله و محبة عباده , قال الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) 10, الحُجُرات, و إن الله جلَّ جلاله دعا عباده المؤمنين للوحدة , و عدم التفرق , لكي تقوى تلك الأُخوَّة فقال الله تعالى : (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ..)103, آل عمران , و للأخُوَّة الصَّادقة ثمَرات طيِّبة عامة تعود على المسلمين أفرادا و أسرا و مجتمعات , و ذلك متى قامت على الحُب في الله و الإخلاص و ابتغاء مَرضات الله و الجزاء و الثواب , التي توَثِّق هذه الأخوَّة . فمن ثمرَاتها العظيمة التعاون في السرَّاء و الضَّراء , و الحِرص على النصيحة للمسلمين ,و يجدُ المؤمن في هذه المَحبة طَعم الإيمان , و لذَّة الطاعة في اتِّباع أوامر الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم , و يستشعِر محبة الله و رسوله , و تكون هذه المحبة سبَبا للتوْفيق في الدنيا والآخرة , و نشْر المحبة و تآلف القلوب . فالأخوَّة في الله صِفة عظيمة كلَّما انتشرت بين المسلمين نشَرت ثمارها الطيِّبة على المسلمين , قال صلى الله عليه و سلم : ( المسلم أخو المسْلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلمٍ كُربة فرَّج الله عنه بها كُربة من كُرَب يوم القيامة، ومن ستَر مسلمًا سترَه الله يوم القيامة ) متفق عليه. أ / عبد العزيز السَّلامة / أوثال