عذراً قصار القامة ... للخلف در.. احببت أن أشارك بطرح هذا الموضوع لما له من أهمية في مجتمعنا ووطننا الغالي ولأنه يخص فئة عمرية غالية علينا جميعًا الا وهم ( الشباب ) الباحثين عن العمل في السلك العسكري حيث إن شرط الطول في العسكرية أصبح كابوسًا يطارد الشباب ويقض مضاجعهم. ( الشباب هم سر نهضة الأمم ، وروحها الوثاب ، ودمعها المهراق ، وقلبها النابض ، ومظهر حيويتها وقوتها ، وهم رمز الفداء والتضحية ، وحماة حمى الوطن) وإذا ما نظرنا إلى تاريخنا المشرف في عهد قائد هذه الأمة العظيمة الذي رسم لنا كيفية إستثمار حياة ووقت الشباب لوجدنا أن جل صحابته صلى الله عليه وسلم كانوا من الشباب ومنهم على سبيل المثال الزبير بن العوام وكان يبلغ من العمر عند إسلامه خمسة عشر عاماً – طلحة بن عبيد الله وكان يبلغ من العمر وقت إسلامه ستة عشر عاماَ – سعد بن أبي وقاص ويبلغ عمره عند إسلامه سبعة عشر عاماَ – علي أبن أبي طالب كرم الله وجهه وكان عمره وقت دخوله في هذا الدين العظيم عشرة أعوام فقط فمن هنا يتضح ويتبين أهمية الشباب للرسول صلى الله عليه وسلم . يقول أبو العتاهية إن الشباب والفراغ والجده = مفسدة للمرء إي مفسده السؤال الذي ينتابني بين فينة وأخرى ما الفائدة المرجوة من كون طول المتقدم لا بد أن يزيد عن 168 سم ؟ ولكن المشاهد والواقع وكذلك حسب ما ذكرت بعض الجهات التي قامت بدراسة هذا الموضوع ومنها جامعة الملك سعود حيث أوردت أن 75 % من الشباب السعودي الذين يبلغ عمرهم 19 سنة يكون طولهم 165 سم فأكثر وأن 50% منهم يبلغ طولهم 170 سم ، أما من يبلغ طولهم 175 سم فأكثر فإنهم لا يمثلون سوى 20% إذن يتبين من خلال هذه الدراسة أن الغالبية لا ينطبق عليهم شرط الطول المحدد. قد يقول قائل أن هذا هو الحد الأدنى في الطول وفتح الباب على مصراعيه قد يؤثر على مهارة الجندي في حمل السلاح ولا يتحمل التدريبات ويخالف المعيار العالمي المتبع في أغلب القطاعات العسكرية ! لكن هذا غير صحيح فهناك دول بلغت في الحضارة والتقدم مبلغاً عظيماً وهي تملك جيوش عظيمة ومنها على سبيل المثال جيش الصين ويعتبر من اقوى جيوش العالم ليس لديهم قاعدة الطول الفارع ، وكذلك كوريا الشمالية ، وجيش الفتنام لم يضرهم قصر القامة في طرد الأمريكان وهزيمتهم شر هزيمة وكانت نقطة سوداء في تاريخ أمريكا. من كان ملتزمًا بهذا المبدأ ( الطول ) ونسى أو تناسى أن الطول والوزن ليست ثابتة وتتأثر بعوامل منها التقدم في العمر وإهمال التدريبات الرياضية والركون والراحة – فكلنا نلاحظ ونشهد تلك التغيرات التي تطرأ على أجساد أولئك الجنود والضباط بعد مرور السنوات حيث تبرز المعدة ( الكرش ) وتتغير مقاسات البدلة العسكرية. إذن الأمر مرتبط بالشخص ومهارته القتالية وتدريباته العسكرية في الميدان وليس على الطول. بعد هذا الطرح اتمنى أن يكون هناك إعادة للنظر في وضع حد معقول للطول فكم من أسرة انجبت وربت وخرجت شباب طموح يريد خدمة دينه ووطنه ولكن الشرط القاتل دمر أحلامهم جميعًا فهم يهيمون يمنًا وشمالًا بحثًا عن عمل يقتاتون به ويكونون عونًا لأسرهم التي ذهبت آمالهم أدراج الرياح. كلنا أملآ في خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي وزير الداخلية أن يعيدوا النظر في هذا الموضوع الهام حفظهم الله ورعاهم من كل سوء ومكروه. ودمتم في خير ،،،،،،،، الأستاذ / محمد علي عائض آل كدم