جمل وكلمات .. تشخيص .. لماذا نقرأ ؟ .. هذا سؤال لن أدلكم على موقع إجابته إلا إذا أعلنتم جهلكم .. ولكن هذا لا يمنع أن أقول أليس ذلك من أجل الدين .. والدنيا .. والآخرة .. تميزا ورفعة بين الأمم إننا إذا بلغنا مرحلة القراءة فإنما يليها بالضرورة هو الفهم .. والفهم يأتي بالثقافة و الثقافة تأتي من الاطلاع والتداخل الفكري مع الناس من خارج حدود فهمك لأنك هنا تبلغ مرحلة الأخذ بتوسع المدارك فيما يواجهك مستقبلا من معضلات و تعالجها بفهمك الحاضر الذي تملكه ، و من خلال ما مر بك أو بغيرك من قبل في معترك حياة مشاعة تجاربها للناس ثم تصهرها في قالب حياتي خاص بك يصلح للحاضر وينطلق منه نحو المستقبل معا ولا ينفي الماضي وبالذات ما كان منه جميلا و ذا قيمة .. إن من الضروري الانفتاح العقلي من اجل الفهم الثقافي مع الحفاظ على الثوابت الدينية حتى يأخذنا هذا الانفتاح نحو السلوك البشري الحميد الذي يمنح العقل حرية الحركة في الحياة بفهمٍ ينقلنا من مجرد أشخاص متلقين بسلبية إلى منزلة الأشخاص المؤثرين بفاعلية القراءة .. .. تفكير.. بعد أن تعثر في حظه وهو يتسكع في حياته على قارعة طريقه الطويل المحزن بحثا عن نفسه وذاته وهو يحلم في حياة بسيطة هانئة مستقرة تشبه بساطة روحه الطفولية المرحة .. وحينما لم يجدها وقد أضناه التسكع قرر امتطاء صهوة أفكار ذاته بعد أن أستمالها إلى حيث فضاء الأسئلة والقراءة الحرة والنفس التواقة للانعتاق من قيود الرتابة السلوكية والأسئلة التقليدية الخرساء والتبعية الفكرية البلهاء للأجساد المكتنزة غباء ثم استحضر أفكاره الخاصة جدا تلك لقراءة الناس بقوة الفهم في حضوره هو وغيابهم هم .. فكانت النتيجة هذه الصورة التعبيرية الصادقة على لسانه من قراءة أفكاره تلك التي استحضرها عن الناس وقياس حجمهم وفهمهم .. .. تمني.. لا يمكن لمن مثلنا ونحن على مثل حالنا هذه من الهوان حتى على أنفسنا أن ينتصر أو ينصر خير البشر و صفوتهم محمد صلى الله عليه وسلم لا باليد و لا باللسان ولاحتى بالقلب وهو اضعف الإيمان، لأننا غير مؤهلين لمثل هذه النصرة وحتى وهي بالقلب . . فقط يمكننا التباكي و الخطابة والإدانة والشجب والتظاهر أما النصرة الإيمانية بالقوة ما استطعنا و الإتباع الصادق فإنها منا ابعد من الإمساك بالشمس ..وحتى نمتلك تلك القوة علينا الاستمرار بالكتابة الغبية ونكرر بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. وكأننا قد قدمنا النصرة و هذا هو جهد الفاشل في النصرة لأننا غثاء كغثاء السيل من كثرة ونحن كذلك حتى اللحظة ..فاللهم ارزقنا بفاروق له قلة .. .. مصداقية.. منذ ولادتي التعسة يا صديقي وحتى الآن وأنا في بداية الشيخوخة تعرضت لصدمات كثيرة لكن بمثل صدمة فهمك القاصر و حقيقة رسالتك الشخصية لم اصدم .. لقد جعلتني أتقبل العزاء فيما بقي من عمري لأنني نزلت لمستواك {الدوني} وصافحتك ذات يوم بود من منطلق نبلي قبل أن اعرف خبثك.. سأسحب نفسي على الشّبا والحد كعذاب ذاتي ولتخليصها مما علق بها من معرفتك السيئة ومستواك المتدني فهما ، وسوف اسحب عليك كل المياه غير الصالحة لتأخذك حيث مكانك الطبيعي .. لا لك الحب ولا الود ولا التقدير.. لك العتب كله حتى وإن فهمت المغزى .. .. تجاذب .. .. تجاذب.. عندما تكتب بسطحية المعاريض أو عن الغرف الداخلية { الريش } تتهافت عليك الخفافيش والغربان .. وحينما تكتب للعقل والثقافة أو عن النايفات من المواقع والوكور العالية فأنه لا يحوم حولك إلا نوادر الطير والجوارح .. .. نقص.. ربما انك في نظرك وفي نظر من مثلك كاسيا مكتسيا من الثقافة .. لكنك في نظري وهو الواقع عاريا من الثقافة وحروف الفهم ..عليك بانتعال وجهك يا صاحبي والذهاب نحو الهاوية أو السقوط في قعر الجهل فأنت مسخ لا قيمة لك.. .. توافق.. اذا قدر لك أن تعزف الناي بأي لحن كان فإنها تتراقص حواليك الفراشات وتحوم فوقك العصافير الملونة الجميلة .. فإذا جرّيت الصوت بالدندنة أو المنكوس أو صرخة بآهة قلبية صادقة ورجع لك صدى صوتك من الشواهيق و النايفات أو حتى من الفضاء الموحش حيث أنت فإنها تقترب منك الذئاب بحثا عن ذاتها وزادها .. .. عزّ .. .. عزّ .. حينما تستمع لعبد الله خياط يرتل بوجل صادق أو لمحمد أيوب في قراءته القديمة بنغمة صوته الرخيم أو عبد الباسط عبد الصمد بنفسه الطويل وتفاعل نغمات صوته المهيبة يجوّد ، إذا سمعتهم يرتلون القرآن فإنها تسمو روحك وتعلوا نحو أفق رأسي لا تبلغه إلا النفس المطمئنة بالإيمان فتشعر و كأنك تنظر إلى الأسفل مطأطئ الرأس في خشوع وأنت ترتقي في درجات سلم النجاة لتلامس بخمسك السماء طلبا للمغفرة .. .. واقع.. إذا قررت أن تستمع لمقطوعة موسيقية هادئة ل خورخيه زامفير أو سيمفونية ل بيتهوفن فلابد أنها سترتخي أعصابك و أخلاقك معا لتجد نفسك تبحث عن ذاتك فلا تجدها إلا في أحضان الشيطان .. فما بقيت نفسك عزيزة و ما فازت .. فكن وجل و لا تركن للذات الأمارة بالسوء .. .. وصف.. أنا هنا يا صديقي الفهم فيما خطّيت لم أوغل في الحروف استعراضا للذات وإنما سعيا لعلاج وضعا مزريا هو سيدا للفهم العقيم ونتاجا طبيعيا لعجز التربية العلمية والاجتماعية والدينية في زرع الوعي في عقول الناس منذ الصغر حينما كانوا ناشئة .. ولهذا فإن اجتثاث الجهل يحتاج لمشرط جراح عقل علمي تعليمي اجتماعي ماهر وليس طبي لكي يستأصل الشرايين و الأوردة الملوثة بالجهل من جسد المجتمع حتى وان حدث الموت فإن فيه حياة لعقول الآخرين .. فالسلوك مشين والفهم عقيم والناس تتكاثر وتتناسل معوجة وتقويم الاعوجاج المعرفي يحتاج لجراح عقل ماهر فأين هو الجراح .. تمنيت لو أن الذين كتبوا عن اليوم الوطني عرضوا كتاباتهم تلك على مكاتب خدمات الطالب قبل نشرها من أجل الوطن وليس من أجلهم .. أ . محمد بن علي آل كدم القحطاني