قلوب بيضاء في زمن المغريات الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين .......... أما بعد يطيب لي كتابة هذا المقال في هذه الصحيفة المباركة والله أسأل أن يوفق الجميع لكل خير . ما أكثر الذين يبحثون عن المكانة وعلو المنزلة يميناً وشمالاً ويتطلعون إلى الاصطباغ بها أو بشيء منها مهما بلغ الجهد في تحصيلها، غير أن ثمةً مصدراً عظيماً من مصادرها ألا إنه ( باب العفو عند المقدرة ) العفو والتسامح وكظم الغيظ وضبط النفس عند الغضب والمصائب من الأخلاق النبيلة ، وهو يدل على قوة الشخص ، وعلى سلامة النفس من الغل والحقد والحسد وعلى صفاء القلب من الروح العدوانية . - قال تعالى { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } - قال صلى الله عليه وسلم { مانقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله } - والعفو هو خلق الأنبياء والمرسلين عليهم السلام . - وما أجمل قول الشافعي رحمه الله قالوا سكت وقد خصمت قلت لهم = إن الجواب لباب الشر مفتاح فالعفو عن جاهل أو أحمق أدب = نعم وفيه لصون العرض إصلاح إن الأسود لتخشى وهي صامتةً = والكلب يحثا ويرمى وهو نباح من خلال هذه المقدمة المتواضعة في حق كل من دخل وولج ( باب العفو والصفح ) أتقدم لهم بالشكر والثناء ولعلي في هذا المقال أشيد بموقف عظيم وحدث جسيم وفعل كريم صدر من صاحب القلب الأبيض العم / سعد بن عايض بن كدم حينما جعل تجارته مع الله وقد أحسن الإختيار وذلك عندما أعتق قاتل ابنه في موقف قلما يسجل التاريخ مثله إلا الرجال العظماء والكرماء والشرفاء أمثال ( أبو نايف ) حينما أعلنها مدوية بصوت جعل العبرات تسبق العبارات عفوت لوجه الله الكريم. وهل هناك أعظم من وجه العزيز الكريم ؟ وكان قدوته في ذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم . ويعد هذا الموقف الشجاع غريباً في زمن كثرت فيه المغريات بشتى أشكالها وتنوع طرقها ضارباً بها عرض الحائط راجياً ما عند الله عز وجل تاركاً حطام الدنيا الفاني. وقفة / كلنا عشنا هذا الحدث ونلاحظ جميعاً أن معظم أنحاء المملكة إن لم تكن كلها تفاعلت مع موقف هذا الرجل العظيم ولكن ما سر هذا التفاعل ( إنها النية الصافية الخالصة لوجه الله الكريم ) قال تعالى ( والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا ) أتمنى أن يكون ديدننا في معاملاتنا الحياتية العفو والصفح والتسامح وأن تكون قلوبنا بيضاء مملوءة بحب الخير. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ،،،، بقلم الأستاذ / محمد علي عايض بن كدم