..عفو كبير .. حينما يصطفي الله من عباده إنسانا فانه ينزل عليه سكينته: سلوكا .. وتعاملا .. وعملا .. وقولا .. وفعلا .. حينما يحب الله عبدا من عباده فانه ييسر له : عمل الخير .. عزة النفس .. سمو التفكير .. حسن العمل .. قيمة العقل .. و الأخ العزيز القدير سعد بن عايض بن كدم "أبو نايف" حينما تنازل لوجه الله عن حقه في القصاص من قاتل ابنه إنما فعل ذلك : ارتقاء إلى الله .. طلبا لما عند الله .. خوفا من الله .. لجوء إلى الله .. تنفيذا لأمر الله .. { فمن عفا و أصلح فأجره على الله } {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} { و ما عند الله خير و أبقى } {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } حينما قام أبو نايف بالإعتاق إنما هو في ذلك يجدد سنة حسنة لمن أراد الخير.. وقد أعرض أبو نايف عن الدنيا وأهلها ولجأ لمن جعل الدنيا وخلق أهلها .. ترك التراب ومن يمشي عليه .. ولجأ إلى الله واتكل عليه .. وما قام به أبو نايف من فعل وإعتاق إنما هو: رفضا لزوار الليل والنهار .. و ترفعا عن الدرهم والدينار .. وتجاهلا لطلب الكبار والصغار .. وطلبا لسعادة دار غير الدار .. وطمعا في رضا العزيز الجبار .. التقيت الأخ العزيز القدير سعد بن عايض بن كدم أبو نايف ثلاث مرات كان فيها بعض الحديث حول ذلك الأمر بإشارات مني وإعراض منه لأنني كنت مثل أهل الأرض.. وَجِل.. مشفق من المواقف والهموم التي تعصف بالناس.. وكان هو ساكن راكد يتعامل مع خالق الناس ورب الأرض .. كان يعرض عني بأدب وكأنه يقول : دعني فأنا مع من هو خير مني ومنك ومنه .. أنا مع الله في هذا الأمر .. هو ربي أعرف مني ومنك .. وأدرى بحالي وحالك وحالهم .. وهو ربي سيهديني لما فيه الخير .. بعد تلك اللقاءات قرأت في عيني أبا نايف وعلى محياه وفي لغته نبأ ما .. شيء ما.. قرأت ذلك قراءة صحفية للحروف والملامح .. أسررت بهذا لأخوين أحدهم قريب والآخر بعيد وقلت أقرأ أن أمره خير كله.. وقلت لأبو نايف لا عليك ولا تهتم إلا من الله وبالله فهو الأحق .. عليك به وأنا على ثقة بأن لجوءه إليه هو الذي قدر له ما حدث في تلك الساحة وسوف يشفع له هذا الفعل يوم الساعة بإذن الله .. الأخ العزيز والقدير أبو نايف فيما قام به من عمل إسلامي إنساني كبير إنما هو: من كبر حظه.. من كبر حظ أسرته.. أطاع خالقه.. وحقق رغبته.. واعتق رقبة .. وحاز السمعة الطيبة .. ولزم سنة حسنة.. فما عند الله خير و أبقى.. أبا نايف أعرف أن فعلك كبير .. و أنت تستحق الكثير .. من حسن الكلام والتعبير .. لكنني اعترف بالتقصير .. ويكفي يا أخي انك بعملك ذلك كبير .. كبير..كبير .. أبا نايف العزيز ..اعرف انك حينما قررت ما قررت من عمل ديني إنساني اجتماعي كبير كنت قد : تجاهلت الأمير .. ورفضت الوزير .. وحزبت المستجير والمجير .. وخالفت الكبير .. وأعرضت عن الصغير .. وأطعت العلي القدير .. ذلك إنما كنت تبحث عن رضا من إليه المصير العزيز القدير وان شاء الله أنك فزت به .. أخي أبا نايف .. قد لا تكون في وضع يسمح لك بمعرفة حجم الثناء العطر والدعاء الذي قيل فيك ولك وفي أسرتك لكنه كان أكبر من الإحصاء والعدد وهذا هو الفوز مع السمعة الطيبة نسأل الله الاستجابة ونحن معهم ندعو الله أن يصلح لك الذرية ويبارك لك فيما أعطاك وان يغفر ويرحم موتاك ويعتقهم كما أعتقت فالله اكبر وأعظم واقدر مما قدرت عليه وهو الذي قدره لك ويسرك له .. *** ونحن في هذا المقام ولأن الشيء بالشيء يذكر فيشكر فإنه لا يفوتني أن أشكر قناة الساحة التي برهنت أنها قناة المجتمع الواحد ولها رسالة اجتماعية نبيلة حيث أبرزت موقف أبا نايف الإنساني الجميل بلغة المجتمع الواحد .. أما صحيفة طريب والقائمين عليها فلن اشكرهم بالرغم من جهدهم المقدر لأنهم شركاء في الفرحة والاحتفاء وهم أخوة للجميع ومن أهل الدار والمقدار وعملهم في هذا الإطار . وقفة : الحمد لله .. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .. أ . محمد بن علي آل كدم القحطاني