لم يكن سيف بن سالم آل خاطر يتخيل أن يعود إلى الحياة بعد أن سلم أمره إلى الله، بجملة تفوه بها والد المجني عليه، قبل ثوان من تطبيق حد القصاص في ساحة المشهد بمدينة أبها اليوم. (عفوت عنه لوجه الله) جملة نطق بها والد المقتول سعد بن عايض بن كدم بعد صدور الحكم الشرعي وتلاوته، ليتحول المشهد من ترقب وانتظار لنزول السيف على رقبة الشاب سيف آل خاطر إلى فرح واستهلال، تعالت معه صيحات التكبير والتهليل، حمداً بما قسمه الله للجاني الذي كتب له عمر جديد. الموقف لم ينتهي عند ذلك، ففي مجلس أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، طالب والد المجني عليه بإطلاق سراح الجاني واخراجه من السجن، معلنا تنازله عن كل شيء، وموضحا أن ذلك يأتي استجابة لشفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكان أمير عسير قد استقبل بمكتبه بالإمارة نائب شيخ شمل قبائل قحطان ووادعة الجنوب الشيخ عبد الله بن فهد بن دليم والشيخ محمد بن غرم آل كدم شيخ قبيلة آل قريش وأمين عام لجنة إصلاح ذات البين بأمارة منطقة عسير مسفر بن حسن الحرملي ووالد المجني عليه سعد بن عايض بن كدم وأخونه وأبنائه. وألقى نائب شيخ شمل قبيلة قحطان ووادعة الجنوب الشيخ عبد الله بن فهد بن دليم كلمة رفع فيها الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الشريفين وللأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير على تدخلهما ومتابعتهما المباشرة لمجريات القضية مؤكدا تنازله أمام الأمير. وأكد والد المجني عليه سعد بن عايض بن كدم أن شفاعة خادم الحرمين وتدخل أمير منطقة عسير كان له الدور الكبير بعد توفيق الله في إعلان التنازل والعفو عن القاتل لوجه الله تعالى. وأكد أمير منطقة عسير أن لتدخل ومتابعته خادم الحرمين الشريفين حفظة الله وجزاه خير الجزاء في القضية الدور البارز في إنهائها بتنازل أهل الدم، وأشاد بموقف أسرة المجني عليه، مشيرا إلى أنهم سيلقون جزاء موقفهم النبيل والمشرف عند الله تعالي جراء عتقهم وتنازلهم، وأن هذا الموقف هو موقف الرجال وهو موقف إنساني نبيل جسد العفو بين الأخوان المسلمين. من جانبه، قال الشيخ ضاري الجرباء الذي نقل شفاعة العقيد طيار الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز بأن أهالي الدم استجابوا للعفو طاعة الله ثم لجاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد . وأشار بأن العفو من شيم الرجال الأوفياء الذين ضربوا المثل في أخلاق الرجال، كون العفو جاء في أخر ساعة وأنقذ حياة مسلم من القصاص، وأضاف بأن العفو ليس بمستغرب من قبيلة آل كدم فهم أهلا لمكارم الصفح والعفو، وكان يرافق الجرباء أثناء لقاء أهل الدم في أبها الشيخ أحمد محمد الحواشي أمام وخطيب الجامع الكبير بخميس مشيط.