العالم قاطبة يتجه للصمت ...................................... سأبدأ بالجملة المستهلكه..جدا!! الانسان كائن اجتماعي وماخرج عن هذه القاعده ( ليس تنظيم القاعده طبعا) له تصنيف آخر!. على العموم يسمى الانسان بالحيوان الناطق او الضاحك (علم الإنسان). واللسان هو الترجمان الاتقن على الاطلاق لما نعبره! ونبرة الصوت تصدقها ملامح الوجهه..او تكذبها (في حالات الكذب غير المحترف لا يوجد تناغم بين الصوت وملامح الوجه) .. ولكننا في الآونه الأخيره بدأنا نعيش الكثير من حالات الصمت المرضي المخيف.. ويتجلى تشخيصه عند الاختلاط بالمجتمع.. والسبب في ذلك للأسف!! التكنولوجيا.. (كان العرب ولازالوا يرون ان الصمت خصلة رائعه..بعكس المجتمعات الغربيه..فالصامت يعاني من أزمة نفسيه ) عفوا... . اننا نخرج باكرا الى العمل وندير المذياع على الموجة المفضله ومن ثم ندخل المكتب ونبدأ بتصفح الايميل او قرائة بعض الاخبار على الصحف الالكترونيه ومن ثم ننهمك في روتين العمل الصامت !! نعود للبيت ونتناول وجبة خفيفه و التحايا من الاحاديث ومن ثم نبدأ مشوارا طويلا من الصمت بتنقلنا بين قنوات التلفزيون التي لا تعد ولا تحصى ...رياضه-اخبار دراما..وهلم جرا وما نلبث الا وقد حل الليل بركابه فنقضي ما شئنا منه في صمت وتطوى صفحة يوم فارغه من الاحاديث... بشروعنا في نومه وقد يحالفنا الحظ ذلك اليوم ونكسر الروتين!! وندعى الى مناسبة ما وكل منا يحمل جهازة الكفي فتدوي الضحكات الهستيريه لشخص ما ولكنه للأسف لوحده متناولا جهازه بكلتى يديه بحراره ومتواريا معه في زاويه يخاطب شبحا ما !! وهكذا تتعاقب فصول الصمت الطويل.. .. لقد بدأ الانسان يفقد قدرته على التكلم والحوار ( icons) لقد اصبحت انفعالاتنا للأسف تقاس بالوجوه الالكترونيه اقابل الكثير من الاصدقاء ولكن لحظات التخاطب بيننا تقاس بسرعة الضوء فعليا اصبحت احس بالخلل فصديقي فلان لا يستطيع ان يطيل الحديث الا الكترونيا ان من المخيف ان يعتزل الانسان مجتمعه متمسكا بما حوله من أجهزه ستغيب صفات رائعه تعجز ملامح الوجوه الالكترونيه عن ايصالها.. ستغيب أو تضمر لأننا . سنفقد الفطره في كيفية تعاطيها كم أهدرنا من الوقت!! ( جرب ان تتخلى عن النقال وسترى ان وقتك سيكون اكثر اتساعا لأمور اخرى بشكل رهيييب)والامر ليس هكذا فقط!! فهناك حالات متقدمه تستخدم الموبايل لقضاء بعض الاحتباجات الفسيولوجبه!! وقد يتطور الامر لأكثر من ذلك فهناك شريحة من الناس تعاني حالة من الانفصام ( بسبب الرهاب الاجتماعي) تستخدمه لتعيش حالة أخرى!! ( كمن يعارض قضية اجتماعية في العلن خوفا.. وينافح عنها عبر الكيبورد بشراسه) لقد اتسعت صلاحيات الالكترونيات جدا!! فلا أعلم هل سيتطور الأمر وتأخذ منا الألات أكثر من صفة التكلم!! ربما إنه لأمر يستحق التساؤل!!