جارتي مدخنة هو أحد أيام شهر رمضان المبارك عندما اتجهت إلى البقاله المجاورة لشراء بعض الاحتياجات المنزلية كما هي العادة في بعض الأحيان وبعد أن منّ الله سبحانه علينا بوجبة إفطار ( دسمة ) هي سمة ( مستحدثة ) للشهر الفضيل ، آثرت أن امشي على الأقدام بدلا من ركوب السيارة ( شوية رياضه ) دخلت البقاله فإذا هي مزحومة بالمتسوقين ، ألقيت السلام مقروناً بنصف ابتسامة ! علني أحظى بالمحاسبة أولاً في ضل هذه الزحمة ، وبعد أن أخذت ماجئت من أجلة ودنوت من المحاسب، وإذا بحارس العمارة يدخل علينا على عجل وقاطع حديثي مع المحاسب طالباً منه (بكت دخان) من نوع (.....) ، كي لا يعتقد أحد بأنني أعرف أو أسوّق لهذا النوع أو ذاك ، سلمت أمري لله وعقدت العزم أن لا يحصل على مبتغاة قبل أن أحاسب ثم بعد ذلك أسأله لمن هذا الدخان ، لأنني اعرف الرجل ( الحارس ) لايدخن ومن المواظبين على الصلاة في المسجد هذا "حسبي والله حسيبه" ، وخشيت أن يكون من المدخنين خلسة ( إن بعض الظن إثم )، انتظرته خارجاً وسألته لمن هذا الدخان يا "عرفان" ؟ لم يجبني سريعا فقد أصابه الحرج ، قلت له لم أكن أتوقع بأنك تُدخن ! قاطعني وقال لا والله لا أدخن ولكن هذا الدخان للشقة الفلانية أرسلتني صاحبتها لأشتريه !! قلت له ، زوجها غير موجود هو خارج المملكة والأولاد اعرفهم صغار ولا يدخنون ، قال هي المدخنة !! ذهبت في طريقي والذهول هو سيد الموقف بين ( مصدق ومكذب ) سألت... تقصيت من الجيران الموثوقين كوني جار ( حديث) فأكدوا لي صحة ما ذكر الحارس ! بل زادوا على ذلك بقصص يندى لها الجبين من فتيات وسيدات من مختلف الأعمار والمراحل التعليمية يدخنون و "يعسلون" أمام أسرهم وفي مدارسهم وجامعاتهم !! ولكم أن تتخيلوا أعزائي قراء الصحيفة منظر تلك الفتاه أو السيدة وهي تنفث سمومها في البيت أمام الزوج أو الابن والابنة وكأنك داخل صومعة أو أبرشية (قديسين) أو كسارة (حجر) أو أمام مشعوذ (دجال)، ولا أعرف كيف يقبل ذلك الزوج أو الأخ أو الابن أن يرى مثل ذلك المنظر أو أن يتعايش معه . ومما يؤسف له أن هناك نسبة ( كبيرة ) ومخيفة من المدخنات في مجتمعنا السعودي (الخصوصي)!! ، فيا للهول ماذا ترانا فاعلون أمام هذه السجائر الناعمة ؟ هل ننتظر أن نسمع ثم نرى الفتاه أو السيدة المصون وهي تنادي بأعلى صوت على العامل أو العاملة يا (مرجان ) أو يا (خديجة ) هات أو هاتي (جمرررررررررر) لتتنفس وتنعم "بشيشتها" الممزوجة بنكهة التفاح البحريني ؟! وأنا هنا أتسائل يا معشر الأحبة وأخص بالذكر عزيزنا الأخ قالط ما هو السبيل لنصح تلك السيدة علما بأن زوجها ( خارج البلاد ) وأطفالها صغار وهي "دكتورة" ياعيني ومن ( حمولة ) كمان !! هل ننصحها عن طريق الفيس بوك أم تويتر أم وجها لوجه مع جود طرف ثالث ورابع ( لانتفاء الشبهة ) ! أم نتجاهل الأمر أم أبحث عن سكن جديد ( آمل بإعلان مجاني من الصحيفة ) ؟ أم كل واحد يصلح ( السيكل ) تبعه ؟ أفيدونا لا ثكلتكم الأمهات . تغريده : هو يتكلم كثيرا ، ويكتب كثيرا ، إما انه يعرف كثيرا ؟ وإما إنه يكذب كثيرا !!