تمُسِكُ إحداهُن دفة َالحديث ِ.. ويكادُ يعانقُ رأسها سقفَ المجلس .وفي يدها اليسرى أساور ذهبية مرصعة بالألماس ِ... وتُمسك في اليد ِالأُخرى فنجاناً من القهوة ِالعربية التي كانت أجمل مافي المكان عندي ... فرائِحتُها الزكية داعبت ذكرياتي بنعومةٍ فظللت أستنشقُ منها ملىء أنفاسي .... فسددت أذناي وأغمضت عيناي مطلقة ًالعنان لأنفي ....وذهبت بي الذاكرة إلى سنين ٍمضت في مجالس نساء أخريات ... طيبات وبسيطات يجتمعن كل صباح ... يتبادلن الأحاديث والضحكات ... وبصفاء ِالنيات يحكين عن مواقفهن المحرجة بشيء من المرح والصدق ... كان الحب بينهن سائدا ً... في تلك الغرفة الضيقة جدا ً.... التي لم يكن لها باب سوى قطعة قصيرة من القماش والتي تكاد تستر من في الداخل ... وسجادة من الحصير . وبجانبهن سله صغيرة بها حبات من تمر الأحساء... ودلة من القهوة العربية اللذيذة وإبريق من الشاي المنعنع ...وسلة من عقود الريحان ... كان يعبق من رائحته المكان ... وكن جارات في حي واحد صويحبات ... متعاونات ...لايبخلن على بعض بشيء أبدا تدخل الحارات .... فتجد القلوب مفتوحة لك قبل الأبواب .... كانت أيام العوز أيام المِحن تزيدهن حبا ًوتآلفا ًوثباتا ... تلك النسوة كن يبعثن السرورفي قلوب الجميع . كن .....وكن ... توقفت ذاكرتي فجأه ... فما أن بدأت برسم ملامح تلك النسوة .. حتى ضج المكان بالضحكات المصطنعة ... والتعليقات المؤيدة لأكاذيبها.... وعجبي !!! نجلاء جوهر الجوهر