بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وبعد: فلقد عمت الرفحة أرجاء طريب وما جاورها ,فالغالبية العظمى من المجتمع إن لم يكن أجمعه ,خاصة من يحمل في نفسه هم الدين والفكر والثقافة والترابط بين أفراد المجتمع والتعاون في سبيل الرقي بأهل المنطقة عامة وأهل طريب خاصة استبشروا كثيرا بهذه الخطوة ,ففي يوم يسجله التاريخ ,اجتمع أهل الحل والعقد في قبائلهم من مشايخ ونواب واعيان وسجلوا أسمائهم قرينة عمل جبار يخلده الزمان كسابقة من نوعها في هذا الشأن يشكرون عليها , أرضوا بها ربهم سبحانه وتعالى واتبعوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وأطاعوا ولي أمرهم واسعدوا قبائلهم وحفظوا بها مجتمعاتهم, فقد تغلبوا على هوى النفوس وعادات مخالفة للدين والفطر السليمة وتهيأوا للنقد المتوقع من أهل الآراء الواهية والعقول المتحجرة ,فبعزيمة الرجال وقبل ذلك بمحاسبة النفس وتأنيب الضمير وقناعة تامة تم اتخاذ القرار الشجاع ليسبقوا بفعلهم هذا غيرهم ويتصدروا به من سواهم ,وقد كان استقبال صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن خالد أمير المنطقة وترحيبه بهذه الاتفاقية داعما قويا ومؤثرا مما زاد المتفقين إصرار وحرصا على تطبيقها وقطع الطريق على العابثين والمستهترين بدماء الناس وأعراضهم واموالهم , فكانت النتيجة المشرفة ,وبهذه المناسبة نتقدم بالشكر لسموه الكريم وندعوا الله له بالعون والتوفيق. كما نشكر سعادة رئيس مركز امارة طريب والذي بدورة اجتمع بهم شاكرا لهم على هذه الاتفاقية ومشددا على وجوب الالتزام بها بناء على ما ورد من توجيهات من سمو امير المنطقة واتخاذ العقاب الرادع في حق المخالف لها اشارة الى الاتفاقية الموقعة ,وفي الحقيقة أننا بقدر ما سعدنا بهذا القرار إلا أننا نتطلع إلى خطوة مماثلة لإلغاء ما تبقى من بعض العادات والأعراف التي لا يخفى على الجميع مخالفتها للشرع وما تسببه من فتن بين الناس وعبث بالانفس واستنزاف للأموال على حساب العقلاء ,وقد تبين للجميع النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة التي أوردها المتفقون في بيانهم وتعليقهم على بعض التصرفات الناتجة عن هذه العادات ,فإن الحكم الذي ينطبق على هذه العادة المتفق على نبذها ونبذ فاعلها ينطبق كذلك على ما سواها استنادا الى الأدلة السابق ذكرها,في الختام يجب أن نعترف بأنها خطوة موفقة وفي وقت مناسب ومن رجال لهم اعتبارهم ووجاهتم في المجتمع,فنقول لكل من ساهم وقرر وحضر وأيد جزاك الله خيرا على ما قدمت,و ندعوا جميع مشايخ القبائل الاخرى ونوابها وأعيانها أن ينهجوا هذا النهج بل وأحسن منه , ولا تأخذهم العزة بالإثم ويجعلوا عذرهم أنهم لم يتم إعلامهم أو دعوتهم أو استشارتهم,فهذه من حظوظ النفس وتقديم حبها وهواها على مصلحة المجتمع,فاللحاق بالركب ومصاحبتهم في عمل الخير خير من التخلف عنهم والاستمرار في الخطأ ,نسأل الله أن يهدينا سواء الصراط انه على ذلك قدير والحمد لله رب العالمين . جبران بن فايز آل ناجع