بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه فمنذ زمن ليس بالقريب أدرك مشائخنا وأعياننا الكرام من أهل طريب والغضاة أن عاداتنا وسلومنا القبلية التي وجدت في زمن ساد فيه قانون الغاب قبائل متناحرة متنافرة يقتل بعضهم بعض ويسلب بعضهم بعض حتى أشرق نور الحق على يد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله فجعل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة دستورا نحتكم إليه وبهذا لم نعد بحاجة لهذه السلوم والعادات فكانت هنالك محاولات من قبل مشائخنا الكرام للحد من هذه السلوم والعادات التي لم يعد لها أي أهمية في ظل وجود دولة تحكم شرع الله وتأخذ الحق للمظلوم من الظالم إلا أنهم قوبلوا برفض شديد من كثير من قبائلهم بل ومن بعض الأعيان الذين لهم كلمتهم في المجتمع ماجعل هذه المهمة صعبة للغاية. ولكن مع ذلك لم ييأسوا من إعادة الكرة والمحاولة مرة تلو مرة حتى توصلوا مع إستمرار الرفض من عامة الناس إلى قناعة مفادهها أن الطريقة الوحيدة للتحرر من هذه العادات لن يكون إلا بالتدريج فكان أول خطوة في هذا الطريق ظهرت إلى النور قبل مايقارب عامين عندما إجتمعوا وأبرموا إتفاقية وقع عليها مشائخ وأعيان طريب جميعهم وتتضمن مشاكل المراهقين في المدارس بحيث لاتشملهم الجيرة ولايتم فيها أي اصلاح قبلية وترك قضاياهم للجهات المختصة لمعالجتها ولله الحمد نجحت هذه الإتفاقية وتم الإلتزام ببنودها من الجميع في كل القضايا اللتي حدثت بعد هذه الإتفاقية وتعتبر هذه هي الخطوة الأولى. وقبل أيام تم توقيع إتفاقية من مشائخنا الكرام تحرم وتجرم الإعتداء على الأبرياء وتقف بحزم في وجه من يلجأ لهذه العادة الخبيثة بحجة النصر وتوجت بمباركة وتوقيع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بل ووعد سموه برفعها لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لمباركتها وذلك لقناعة سموه بأن هذه خطوة غاية في الأهمية وهذه الخطوة الثانية في طريق الإصلاح القبلي لمجتمعاتنا وسوف تليها الكثير من الإتفاقيات بجهود مشائخنا الكرام اللذين لا يألون جهد ولا يترددون في عمل كل مامن شأنه الحفاظ على مجتمعهم وقبائلهم وتحريرهم من ظلمات الجهل والعادات التي تفسد أكثر مما تصلح وواجبنا جميعا وخصوصا جيل الشباب الواعي المتعلم المدرك ان نكون عونا لهم لاعليهم في التحرر من هذه القيود اللتي شلت مجتمعاتنا سنين طويلة وكبدتهم الكثير والكثير من المشاكل التي كانوا في غنى عنها. أسأل الله أن يبارك في جهود مشائخنا وأن يسدد خطاهم ونحن معهم ونشد على أيديهم للمضي قدما في الطريق الصحيح لما فيه المصلحة العامة لقبائلنا وإن لم يكن فمن الأولى الإحجام عن توجيه الإنتقادات جزافا والله أعلم