رقص الرجل الخليجي الرجولي حقيقة أن موضوعي هذا يأتي بعد أن ناقشني فيما يحدث كثيراً من الأصدقاء العرب والأجانب، وهم في حيرة مما يرونه يعرض بشكل مستمر، وبوقاحة، وقلة ذوق، من رقص مخجل مزري يظهر على قناة (.... ) الفضائية، والتي تُظهر الرجال الخليجيين وهم يرقصون رقص العذارى الغواني الثملات، ويبدعن في هز أعطافهن وأوصالهن وأوراكهن، وكتوفهن، رغبة وشهوة واستثارة واستمالة. ونظرا لما في هذا الرقص من توطين مباشر لما يحدث في عقول الناشئة، والذين يعتقدون أن هذا هو الرقص الطبيعي. فيقتدون به، ويحاكونه!. وقبل أن أوضح للجميع رأيي، أود أن أبين أني لست ضد الفن الحقيقي، ولست ضد الرقص الأصيل، بل إنه قد يكون من المفيد بين الحين والآخر أن نحيي وأن نشارك بأنفسنا في بعض الرقصات الشعبية الرجولية، التي تميزنا كرجال. ولكن ما يحدث على هذه القناة وغيرها، معيب مذل، ويرفضه الأغلبية العظمى من الرجال بالخليج، بل إنهم يتقززون منه، ولا يرضون أن تكون هذه صورتهم، ولا أن يكون هذا هو ما يعتقده الآخرين عنهم. وقد يكون من المفيد أن نذكر أن كثيراً من النساء أيضاً لا يؤيدون هذا النوع من الرقص المبتذل الوقح، ولا يرضين أن يقمن به هن أيضاً. فما بالك إذا صدر عن أبائهن، أو أزواجهن، أو أبنائهن؟. والرقص في حدود مفهومه الطبيعي عبارة عن تعبير إنساني يصور حالة من الحب، أو النشوة، أو الفخر، أو الفرحة، وكلها صور جليلة يجب أن تتمثل ضمن القوالب المناسبة لها، فلا يمكن أن يفقد الرجل عند الرقص رجولته، ولا أن تفقد الأنثى عندما ترقص أنوثتها. ولا يجب أن تختلط الأوراق فلا نعود ندري أراقص هذا، أو راقصة. د/ شاهر النهاري