إنطلق العديد من المستكشفين، ابتداءاً من القرن الخامس عشر، لاكتشاف العالم الجديد، أحلام المجد والكثير من الكنوز. عام 2011، صوّبت كولومبيا، التي استمدّت إسمها من أشهرهم، رحلات البحث عن الذهب مجدداً. بعد أكثر من 500 سنة على رحلات كريستوفر كولومبوس، ينطلق 24 منتخباً من مختلف أنحاء العالم في عملية البحث عن الذهّب: كأس العالم تحت 20 سنة 2011 FIFA. الهدف الرئيس من هذ المسعى، هو التمثال الصغير البرّاق الذي سينجح قائد السفينة الأكثر مقاومة في حملها تحت سماء بوجوتا في 20 أغسطس/آب المقبل. بعد تتويجها في مصر عام 2009، غرقت غانا ولم تنجح بالحضور للدفاع عن لقبها، لكن خمسة من حاملي اللقب السابقين سيتواجهون لخلافتها. تملك الأرجنتين (6 ألقاب) والبرازيل (4) والبرتغال (2) وأسبانيا (1) وفرنسا (1) أفضلية الخبرة، بالإضافة إلى طاقم معتاد على خوض المواجهات الرفيعة المستوى. أثبت الأرجنتينيان خوان إيتوربي وإيريك لاميلا والبرازيليان أوسكار وفيليب كاوتينيو مهارتهم في أبرز البطولات العالمية، على غرار الفرنسيين جايل كاكوتا وأنطوان جريزمان. أرض صلبة على رغم إنجازاتهم وأسلحتهم الحادة، لن تكون حملة الغزاة سهلة. مدعمين بجايمس رودريجيز الذي قدّم موسماً رائعاً مع بورتو، يبحث "الكافيتيروس" عن مقاومة الغزاة ويحلمون بالتتويج على أرضهم، في حين يأمل الأسطول الإنجليزي، ولو أنه لم يتألق بعد على ساحة تحت 20 سنة، بالعودة بنتيجة مميزة. للقيام بذلك، عليه خوض معركة شرسة في الدور الأوّل مع الأرجنتين والمكسيك وكوريا الشمالية. ستكون أشرعة سفن بعض الدول القادمة منفوخة بالطموح، على غرار الكاميرون ومصر ومالي ونيجيريا التي تأمل في جلب الكنز الثاني لأفريقيا في هذه الفئة، بعد الإنجازات الغانية في 2009. أما التمثيل الآسيوي فسيكون في عهدة الكوريتين والمملكة العربية السعودية وأستراليا الطموحة والقادمة من بعيد لتأمين اللقب الأوّل للقارة. وعلى رغم غياب الولاياتالمتحدة، لأوّل مرّة منذ 1995، تخوض CONCACAF المغامرة مع كوستاريكا وجواتيمالا والمكسيك وبنما أملاً بالإنضمام إلى المنافسين. كما أن المنتخب النيوزيلندي سيطمح لتمثيل قارة أوقيانوسيا بشكل أفضل مما قامت به تاهيتي قبل عامين. وتريد النمسا وكرواتيا العودة أيضاً بألوان المجد من العالم الجديد. حيث بلغ النمساويون المربع الذهبي في مشاركتهم الأخيرة عام 2007، في حين يحتفظ الكرواتيون بمشاعر مختلطة من مشاركتهم الوحيدة عام 1999، إذ تأهلوا من مجموعة ضمّت الأرجنتين، لكنهم أخفقوا أمام البرازيل في ثمن النهائي. أخيراً، لن يكون مشوار أوروجواي والإكوادور بعيداً، لكن رحلة عودتهم لا تبدو متأخرة. مواهب صاعدة وثروات أخرى يبلغ كامل عدد المستكشفين 504، بحثاً عن المجد في ثمان مدن تحلم أن تصبح أيضاً مذهّبة: أرمينيا، بارانكيا، بوجوتا، كالي، كارتاخينا، مانيزاليس، ميديلين وبيريرا. لكن العدد سيكون أكبر من ذلك بحثاً عن الثروات في النسخة الثامنة عشرة من المسابقة الأم لفئة تحت 20 سنة. فبالإضافة إلى اللاعبين، سيأتي ممثلون عن أكبر الأندية لاكتشاف المواهب الصاعدة. دييجو مارادونا، ليونيل ميسي، رونالدينيو، لويس فيجو، رافائيل ماركيز، أندرياس مولر، مايكل إيسيان وجونيتشي إيناموتو، ليست سوى أمثلة عن الكنوز المحتملة في هذه المغامرة.