بين الأسماء التي أصبحت مشهورة وتلك التي لا تزال مغمورة ستحار عيون المتفرجين في كأس العالم تحت 20 سنة FIFA، التي تستعد ملاعبها لاستقبال 504 من أبرع الشباب في كرة القدم، يأتي في طليعتهم نجوم دخل بعضهم بالفعل أسواق الإنتقالات التي يدور الحديث فيها بالملايين ووطد بعضهم الآخر مكانتهم كعناصر لا غنى عنها في تشكيلات أنديتهم. ومع وضع الكأس الغالية نصب الأعين في كولومبيا، لن تغيب عن أذهان الكثيرين إنجازات سيرجيو أجيرو وسيدو كيتا وروبرت بروزينيك وليونيل ميسي ودييجو مارادونا وغيرهم ممن دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه عبر بوابة هذه البطولة، ففازوا بكرة adidas الذهبية وتألقوا لسنوات عديدة في رحلاتهم مع الساحرة المستديرة. وتعدنا القوائم الرسمية للمنتخبات المشاركة والتي قُدمت هذا الخميس بكثير من المتعة والأداء الراقي، لا سيما وأن منتخبات مثل أسبانيا والبرازيل والأرجنتين وفرنسا تضم بين صفوفها لاعبين ممتازين أبدت أكبر أندية العالم رغبتها الشديدة في الإستفادة من خدماتهم. فالماتادور على سبيل المثال سيحاول الإستفادة من خبرة سيرجيو كاناليس مع ريال مدريد من أجل السير على خطى المنتخب الأول. كما سيعتمد بدرجة كبيرة على دانييل باتشيكو في الهجوم، فالمستقبل يبدو أمامه مشرقاً رغم أنه لم يثبت أقدامه حتى الآن في ليفربول. ولا ينقطع عطاء البرازيل والأرجنتين من المواهب. فإذا كان السيليساو سيخوض نهائيات كولومبيا بدون اثنين من عباقرته، هما نيمار ولوكاس، فإن مستواه العام لن يتأثر بفضل البديلين الحاضرين بقوة، فيليبي كوتينيو لاعب إنترناسيونالي الإيطالي وأوسكار لاعب إنترناسيونال البرازيلي. هذا بالإضافة إلى كاسيميرو، الذي تتنازع عليه الأندية الإيطالية بسبب الدور البارز الذي لعبه في بطولة أمريكا الجنوبية وأدائه كأساسي في ساو باولو. وفي الأرجنتين برز خوان إيتوربي ليخطف الأضواء ويجعل الخبراء يعقدون المقارنات بينه وبين ليونيل ميسي، خاصة بعدما انتقل إلى بورتو بصفقة عظيمة القيمة، ولم يختلف الوضع كثيراً مع إيريك لاميلا، الذي سارع روما بالتعاقد معه للإنتفاع بقدراته الرهيبة. وتشمل قائمة المدرب والتر بيرازو أيضاً فاكوندو فيريرا الصاعد بسرعة الصاروخ وغيره من أصحاب الخبرة في الدوري الممتاز، مثل روبرتو بيريرا وأدريان سيريليانو. أما في منتخب الديوك، فإن جايل كاكوتا يريد أن يظهر للعالم سر اهتمام تشيلسي به منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره. وفي الوقت نفسه يبدو أنطوان جريزمان و جوييدا فوفانا على أهبة الإستعداد للسير على خطى كريم بنزيمة وسمير نصري والإنتقال إلى أعظم الساحات الكروية في أسبانيا وإنجلترا عما قريب. لكن النجوم ليست حكراً على هؤلاء الأربعة الكبار وحدهم. فالمكسيك تستطيع المنافسة بقوة بالإعتماد على اللاعبين الذين تألقوا مع منتخب تحت 17 سنة، خاصة إذا كان إيريك توريس وأوليسيس دافيا عند مستوى التوقعات. بينما تحلم كولومبيا بأن تحذو حذو بلاد الأزتيك وتفوز باللقب على أرضها، مستعينة في ذلك بأمثال لاعب خط الوسط المهاجم والكابتن جيمس رودريجيز لاعب بورتو، الذي ترك بصمة واضحة في بطولة تولون التي أقيمت الشهر الماضي. ومن أفريقيا يأتي فريق مالي مدججاً بثلاثي اكتسب خبرة من اللعب ضمن صفوف باريس سان جيرمان، يتألف من خليفة كوليبالي وأداما توريه وخليفة تراوري، في حين تتوعد الكاميرون خصومها بموهوبين من ناشئي برشلونة وغيره من الأندية الكبيرة. أما من منطقة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي CONCACAF، فيجدر بنا أن نتابع الكوستاريكي جويل كامبل، الذي قدم أوراق اعتماده في كوبا أمريكا خلال الأسابيع القليلة المنصرمة. وستكون آمال الكرة العربية معلّقة على كل من السعودية ومصر حيث ستكون الأنظار متجهة نحو لاعب الوسط المميز عبدالله عطيف وزميله المهاجم فهد الجهني في تشكيلة المنتخب السعودي بينما سيكون اعتماد المدرب المصري ضياء السيد على الحارس أحمد الشناوي ولاعب الوسط المتألق محمد حمدي. بوجود كل هؤلاء النجوم وغيرهم ممن ينتظرون دورهم للتألق في سماء الكرة العالمية، يبدو أن بطولة كولومبيا 2011 لن تكون أقل مستوى من البطولات الرائعة التي شهدناها في هذه الفئة العمرية خلال السنوات الماضية. ولن يكون السباق من أجل الجوائز الفردية ومن أجل التربع على عرش العالم خلفاً لغانا سباقاً سهلاً أو هادئاً بأي حال من الأحوال.