"السوبرليج" هو المسمى المرتقب لمشروع شراكة كروية يتم دراسته منذ فترة من قبل الاتحاد القطري لكرة القدم وشقيقه الإتحاد الإماراتي لكرة القدم، وهو ببساطة عبارة عن دوري مشترك في كرة القدم بين الاتحادين تحكمه لائحة خاصة تتماشى وتتوافق مع لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم وبطبيعة الحال لوائح الاتحاد الآسيوي للعبة وهو الإتحاد الذي تقع الدولتين تحت مظلته. بعضهم طرح اكثر من تصور لشكل الدوري ونظامه وآلية مراحله واختلفت الآراء والتصورات في الفائدة المتوخاة منه وذهب البعض الى تقييم تجربته بصورة متسرعة تفتقر الى الموضوعية وراح البعض الآخر يقلل من فوائد الأحتكاك مع الفرق الأماراتية على اساس تأثيرها الأحترافي على مستوى كرتنا مع ان الفكرة في جوهرها اكثر نفعا مما يقال . ففي الجانب الأيجابي منها يبرز تأثيرها المرتقب على رفع مستوى اللعبة في المنطقة وتأسيس قاعدة التعاون الكروي الأمثل الذي ينشد وحدة البيت الكروي الخليجي وتكامله . ولعل من المناسب القول ان خطوة " السوبرليج " ثمرة من ثمار العلاقة الأخوية التي تربط قطر بأشقائها في البيت الخليجي وتجسد حرص قطر على تعميق العلاقات المميزة بينهم وتعزيز آفاق التعاون المشترك وأواصر الأخوة والتشاور بين الأسرة الواحدة في إطار دول مجلس التعاون الخليجي حتى في الشأن الكروي الذي يمثل حجر الأساس في اية نهضة رياضية . إذا ما عرف هذا المشروع الكروي المبتكر، والفريد من نوعه، طريقه إلى النور، وإذا ما قدر له أن يحقق المبتغى منها، سيصبح مشاهد كرة القدم في دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وباقي الدول الخليجية وسائر الدول العربية أمام أمل كروي جديد ربما لم يستنشق نسيمه في أمور حياتية أخرى.. وتنطوي فكرة مشروع "السوبرليج" على رؤية شاملة ومتكاملة لمسابقة كرة القدم.. رؤية تتعمق في تنفيذها إلى كل التفاصيل الدقيقة وكافة الجوانب الفنية واللوجيستية وتلك المتعلقة بالمسابقات والتحكيم والبث التلفزيون والحقوق التجارية وحقوق الإعلانات وواجبات الأندية والعائدات وتوزيعها والشركات الراعية وحتى الضرائب المتبادلة بما يراعي القوانين السائدة في البلدين قطر والإمارات.. ومن شأن بطولة السوبرليج أن ترفع بشكل كبير من مكانة اتحاد كرة القدم في كلا البلدين وسيسرع من تطوير الرياضة في البلدين، وتوليد منتج عالي القيمة وقابل بشكل كبير للتسويق وينطوي هذا المنتج على قيمة كبيرة على المدى البعيد وكذلك على صعيد تطوير كرة القدم إلى جانب القيم التجارية المضافة ستمكن السوبرليج من الدعم الذاتي وبل تحقيق ربح في غضون 5 سنوات. وسينظر الإتحاد القاري والإتحاد الدوري لكرة القدم (الفيفا) للسوبرليج على أنه خطوة تتسم بالرؤية والإقدام من شأنها أن ترفع من مكانة قطر والإمارات على خارطة كرة القدم. هدف السوبرليج ويهدف مشروع السوبرليج فيما يهدف إلى رفع المستوى الفني وتعويد اللاعبين على نظام الذهاب والإياب وهو ما يكسبهم خبرات إضافية في زمن وجيز إلى جانب توسيع رقعة المنافسة بدلا من نادي أو ناديين أو بالأكثر ثلاثة يتنافسون على اللقب المحلي.. كما سيزيد السوبرليج من دائرة المباريات القوية، ففي كل دوري هناك ثلاثة أو أربع مباريات فقط تنطوي على منافسة حقيقية والباقي مباريات معظمها تحصيل حاصل أو صراع على هبوط فيما من المأمول أن يغير السوبرليج هذا المشهد حيث سيزيد أيضا عدد الأندية المتنافسة على البطولة وستزيد عدد المباريات القوية مما يرفع المستوى في نهاية المطاف ويعود بالفائدة الكبيرة على اللاعبين سواء على الصعيد الفني او الصعيد البدني ومن ثم تقليص الفوارق بين أندية النخبة وغيرها، هذا كله علاوة على تعظيم الأجواء التنافسية وما يخلف ذلك من مردود اقتصادي كبير مع احتدام المنافسة وزيادة الجذب الجماهيري ومن ثم زيادة مدخول التغطية والإعلانات.. الفكرة، قد تكون بذرة لمشروع أكبر يضم المزيد من أندية الدول الخليجية الأخرى، وربما يستلهم البدء بالاتحادين القطري والإماراتي من التجربة الاحترافية في دوري البلدين والأمل أن تتمخض هذه المؤسسة الكروية الوليدة (دوري السوبرليج) عن بطولة راسخة يحكمها الفكر الإحترافي والمصالح الفنية والمصالح التجارية بين الاتحادين.. الشكل القانوني للسوبرليج: يأخذ السوبرليج شكلاً قانونيا وفق اللوائح الدولية الدولية والإقليمية الخاصة بالفيفا والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وستقام البطولة بشكل قانوني في كلا من قطر والإمارات على أن تكون بطولة قابلة للبقاء وتحقق في نهاية المطاف ربحا ماليا، وتنطوي على متعة وتفرز كرة قدم على أعلى مستوى. وتأخذ البطولة المقترحة صفة شركة محدودة المسئولية، مقرها إما في قطر أو في الإمارات أو في بلد محايد، وسيكون رأس مال شركة السوبرليج مملوكا مناصفة (50% لكل طرف) بين الاتحاد القطري لكرة القدم والاتحاد الإماراتي لكرة القدم، على أن يتألف مجلس إدارة مؤسسة السوبرليج من 4 أعضاء من قطر ومثلهم من الإمارات.. وبحسب المقترح، يتولى الرئيس منصبه بالتناوب كل نصف سنة، ويخول الأمين العام اتخاذ القرارات اليومية، على أن تسمح هوية الشركة الجديدة بمشاركة مستقبلية لدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى في مؤسسة السوبرليج. الهيكل التنظيمي للسوبرليج: يتالف مجلس إدارة مؤسسة السوبرليج من رئيس (بالتناوب كل نص سنة)، و3 أعضاء من قطر ومثلهم من الإمارات و2 تختارهم الجمعية العمومية. وتضم مؤسسة السوبرليج العديد من اللجان هي: لجنة الانضباط، اللجنة الفنية، اللجنة القانونية، اللجنة الطبية، لجنة شئون اللاعبين، لجنة المسابقات، اللجنة المالية ولجنة التسويق، الموارد البشرية، والأمانة العامة وإدارات المالية وتكنولوجيا المعلومات وتسويق الجمهور والرعاية والحقوق والاتصال والإعلام. ويشارك في السوبرليج المقترح الأندية السبع التي تحتل مقدمة الدوري في كلا من دوري نجوم قطر والدوري الإماراتي للمحترفين أي أن عدد الأندية المشاركة في البطولة سيكون 14 نادياً، على أن يلعب كل نادي مع النادي الآخر مرتين: على أرضه وخارج ملعبه وبذلك سيلعب كل نادي مشارك في البطولة 26 مباراة فيما سيكون عدد مباريات السوبرليج المقترح 182 مباراة لكل الأندية المشاركة في الموسم الواحد. ويسمح لكل نادي بإشراك 3 لاعبين محترفين أجانب ولاعب واحد أجنبي من اتحادات الدول الأعضاء في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. نظام الهبوط: يهبط النادي القطري صاحب الترتيب الأدنى والنادي الإماراتي صاحب الترتيب الأدنى إلى المسابقة المحلية في كلا البلدين.. ويقابل النادي صاحب المركز السادس (من بين الأندية القطرية، أي قبل الأخير فعليا ضمن الأندية القطرية السبعة بالسوبرليج)، النادي صاحب المركز الثاني في الدوري القطري، ويتأهل الفائز للسوبرليج، ويقابل النادي صاحب المركز السادس (من بين الأندية الإماراتية، أي قبل الأخير فعليا ضمن الأندية الإماراتية السبعة بالسوبرليج)، النادي صاحب المركز الثاني في الدوري الإماراتي، ويتأهل الفائز للسوبرليج. التأهل إلى دوري أبطال آسيا: تتأهل الأندية صاحبة المراكز الثلاث الأولى (الأول والثاني والثالث) بالسوبرليج مباشرة إلى دور المجموعات بدوري أبطال آسيا فيما النادي صاحب المركز الرابع بالسوبرليج يتأهل إلى ملحق دور المجموعات بدوري أبطال آسيا.. كما يتأهل الفائز بكأس أمير قطر وكأس رئيس دولة الإمارات إلى دور المجموعات بدوري أبطال آسيا.. وتكن المميزات والفوائد المتبادلة المتوخاة من السوبرليج في ضمان الارتقاء بمجمل الأداء الرياضي، وتعظيم القدرة على جذب لاعبين عالميين من أصحاب المستوى الرفيع في كرة القدم، وتعظيم الإيرادات من الشركات الراعية ومحطات البث التلفزيوني، وزيادة قاعدة الجمهور المتابع للبطولة، إلى جانب الإرتقاء بمستوى المنتخبات الوطنية بكلا البلدين ومن ثم إسراع وتيرة تطوير كرة القدم استلهاماً لأهداف الفيفا ذات الصلة. منتج قابل للتسويق ويعد السوبرليج منتجا جديدا ينطوي على قيمة تسويقية وتجارية مرتفعة مع توليد منافسة حقيقية على حقوق بث السوبرليج، ويمكن ترجمة هذه القيمة المرتفعة إلى دخل متزايد للسوبرليج. ويمكن القول ان نجاح السوبرليج سيوجد ثقافة جديدة للبطولات في المنطقة وهي الفكرة التي ستخلف تأثيرا متواصلا وثابتا للقيم والمثل الرياضية وتضمن الإرتقاء الارتقاء بالأداء الرياضي وجذب لاعبين عالميين من أصحاب المستوى الرفيع في كرة القدم وتعظيم الإيرادات من الشركات الراعية ومحطات البث التلفزيوني، زيادة قاعدة الجمهور المتابع للبطولة والإرتقاء بمستوى المنتخبات الوطنية بكلا البلدين. وإلى جانب ذلك كله فإن القيمة المضافة التي ينطوي عليها هذا المنتج الوليد سمتد تأثيرها إلى الناشئين والشباب والمنتخبات الوطنية والدوريات والمسابقات المحلية في كل البلد ومن شأن ذلك تعزيز مستوى وعي المجتمع، وزيادة في الإيرادات وزيادة الدعم الجماهيري وزيادة الاعتراف بأهمية المسابقة وزيادة الشهرة والتواجد الإعلامي وزيادة الجودة والكفاءة وزيادة مستوى المنافسة وإيجاد كوادر تنظيمية على أعلى مستوى. ويتقاسم الاتحادين والأندية تكاليف وإيرادات السوبرليج وحقوق البث التلفزيوني خاصة وأنه منتج ينطوي على قيمة عالية على المدى البعيد ومن المأمول ان يتمكن القيمة التجارية المضافة السوبرليج من الوصول لنقطة التعادل ومن ثم التمويل الذاتي وتحقيق ربح في غضون 5 سنوات. تكاليف البطولة بحسب المخطط للبطولة فإن السوبرليج سيصل لنقطة التعادل خلال السنوات الخمس الأولى من إطلاقه على أن تكون يتم تغطية تكاليف إقامة المسابقة عبر الرعاية والحقوق الإعلامية والرعاة الرسميون والموردون الرسميون والمبيعات (ميرشيندايز) ورعاية الأندية ومبيعات التذاكر وخلافه إلى جانب إيرادات غير منظورة أخرى. الخطوة المقبلة ومن شأن الخطوة المقبلة أن تنطوي على ضرورة الإسراع بإطلاق البطولة وعمل دراسة جدوى مفصلة، بمشاركة الطرفين، لدراسة عدد من الجوانب المتعلقة بتكوين مثل هذا الدوري الجديد، ومثل هذه الدراسة ستتطلب تعيين مجموعة توجيه للمشروع، ومستشارون متخصصون واستشاريون. كذلك سيتعين العمل عن كثب مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والفيفا فيما يتعلق بوضع هيكل لهذا الدوري الجديد والمبتكر، السوبرليج وهو المقترح الذي قد يصبح بداية لحقبة جديدة ومثيرة في تاريخ كرة القدم في المنطقة. المصدر: نقلاً عن موقع "استاد الدوحة" القطري