من سوء حظ النصر وفيصل بن تركي أن تنصيب رئاسته للنادي كانت عبارة عن حفلة عاطفية مليئة بالآمال التي لم يجري التحقق من امكانية تنفيذ وعودها بحيث لم يختبر فكر هذه الإدارة ولا مؤهلات اعضاءها ولا تحديد استراتيجيات اعمالها. يومها ، غاب العقل الذي يناقش الافكار ويمحص الخطط ويستكشف الرؤى فاكتفى بالانزواء خلف مظاهر الخنوع والثقة بالمقامات الاجتماعية ورفض أن يصارح ويعترض بمقولة : "ليس كل ما يلمع ذهباً" . وحضرت العاطفة التي تطالب بالدعم والصبر والمؤازرة رافضة الالتقاء بالجماهير والجلوس معها حتى لا تتشعب الحوارات التي قد تكشف عورات ونقائص كفاءة وأهلية هذه الإدارة الجديدة. وهاهي نفس العاطفة التى رحبت بكحيلان منذ اليوم الأول تكاد تنقلب على إدارته وتتناسى افعاله بعد أن تجاوزت الاخطاء كل المساحات الممكنة لتذكر الحسنات. ففي شارعنا العربي ، يمكن للقائد وخلال مرحلة معينة من الوقت ان يتدارك رئاسته من خلال استباق ارساء الاصلاحات قبل المطالبة بها ، فإن تأخر ولو لثانية ، فأن مطالب اليوم ليست كمطالب الأمس ، ومطالب الغد لن تكون كمطالب اليوم. من امريكا وخلال رحلته العلاجية يقول كحيلان أنه ادرك اخطاءه واكتشف عيوب إدارته وأنه يعد بتغيير هذا الواقع في العام المقبل ، ولكن من يضمن أن الاخطاء التي اكتشفها الرئيس هي كل الاخطاء التي اوهنت العمل ، ومن يستطيع التأكيد أن اصلاحات الرئيس الموعودة هي الأنجع والاصلح للقضاء على كل تلك السلبيات التي رافقت هذا الموسم. ولا شك أن الفردية الطاغية التي سمحت بارتكاب اخطاء سابقاً ستسمح بإرتكاب اخطاء جديدة طالما بقيت دائرة القرار النصراوي ضيقة ما بين رأي فردي على طريقة (لا اريكم إلا ما ارى) ومساعد أو نائب أو مستشار مهادن يجيبه بمقولة : "الشور شورك". خرجت اخبار صبيحة هذا اليوم تتحدث عن انشاء لجنة نصراوية لإستقطابات الموسم القادم من المدربين والمحليين والاجانب ، فهل ستبقى هذه اللجنة اسيرة لفرض الآراء كما كانت اللجنة الرباعية السابقة ؟ . ثم ، وهذا الاهم ، من قال أن خلل النصر يبدأ وينتهي عند مكون واحد أو اثنين في الفريق !! . ولعلي احتاج لتذكير اصحاب تعليق المشانق الفردية أن علة النصر ليست فقط في مدربيه ولا لاعبيه الأجانب أو حتى استقطاباته المحلية. فباوزا وديسلفا اتونا وهم ناحجين ورحلوا عنا واستأنفوا نجاحاتهم وفقط في النصر رافقهم الفشل. وهناك كم كبير من اللاعبين الاجانب الذين قدموا مواسم ناجحة معنا ومع غيرنا ولكنهم في النصر فقط لم يهدونا الالقاب والبطولات . أما المحليون فحكاية أخرى اشد عجباً ، فهاهم السهلاوي والقرني وبرناوي والزيلعي والقحطاني تتراوح مستوياتهم مابين فشل البعض ومابين انخفاض لمستويات الآخرين ، بينما الاسماء التي تغادر قائمتنا إلى اندية أخرى ترتفع مستوياتها حتى يتمنى الجمهور عودة هزازي وشراحيلي والمبارك وربما الحضرمي . وكل هذا اثبات أن الخلل ينحصر في العمل داخل النصر وليس في الاسماء العناصرية أو التدريبية. وبالقدر الذي ارحب فيه بانشاء هذه اللجنة الفنية للاختيارات القادمة طالما بقيت عضويتها مؤهلة ونظام عملها صحيح ، فبنفس القدر ادعو كحيلان أن يفتح النقاش والرأي لجميع الأمور الأخرى في الكيان وأن لا يتوقف التصحيح عند هذه اللجنة اليتيمة . فالتعاطي الإعلامي ونظام الاحتراف الداخلي وفعالية الدور المالي والتسويقي كلها مواضيع تحتاج إلى المناقشة بل إلى اقامة ورش عمل مكثفة وموسعة لطرح كل الآراء التي تخدم مستقبل النادي . على أن اعظم نصيحة اوجهها إلى رئيس النادي هي جلب بيوت الخبرة الاستشارية لتقييم جودة العمل النصراوي في كل مرافقه الإدارية والتنظيمية والهيكلية والفنية. فمن الواضح أنه لم يعد في النصر كفاءات بإمكانها تقييم مدى جودة العمل القائم ولا تحديد مواطن الخلل ولا تقديم النصح لكيفية اصلاحه ، فهذا الانهيار الكبير أواخر الموسم يدل بلا جدال أن العمل يسير في الطريق الخاطيء ولهذا يؤدي إلى نهايات كارثية تتجاوز وبمراحل اسوأ مخاوف وكوابيس إدارته قبل محبيه. ** رحم الله امرئ أهدى إليّ عيوبي ** رحمك الله ايها الفاروق عمر