من الصعب على الإنسان أن يأتيه حدث واحد فيفرح ويحزن في نفس الوقت . بالأمس خسر النصر وحزنت لأن الفريق هوى من المركز الثالث للخامس وضعفت حظوظه في آسيوية العام القادم كما أن الحزن الاكبر كان لذلك الجمهور الوفي الذي يحضر ولا يحضر فريقه . ومن العجيب إن النتيجة بقسوتها وإذلالها وشناعتها قد أفرحتني في جانب أنها توقض محبي النصر من غيبوبتهم مهما تعمقوا في التغافل عن واقعهم الحقيقي . فقد أصبح من السطحية محاولة اختصار سبب مشاكل الفريق في مكون واحد سواء عناصري محلي او أجنبي او تدريبي او إداري برغم إن الخلل قد ضرب أطنابه في كل العناصر السابقة . مشكلة النصر الحقيقية انه يقاد بالأسماء لا بالبرامج , وبالأقوال لا بالأفعال , وبالفوضى لا بالمنهج , وبالعشوائية لا بالنظام . ففي احد قصور الفاخرية اجتمع النافذون من حاملي العضوية الشرفية فقرروا تزكية اسم كحيلان ولم يناقشوا فكر كحيلان . هكذا قبلنا بأسم فيصل بن تركي العاشق والداعم والمحب ولكن للأسف لم نتوقف لحظة لنسأله ماذا يحمل في رأسه وليس جيبه للنهوض بالنصر . وطالما بقيت عضوية النادي مهملة من قبل الجماهير وطالما بقينا نعقد جمعية عمومية صورية فقط للمصادقة على ما قرره سهارى الفاخرية فلن نخطوا خطوة واحدة باتجاه إقامة كيان حقيقي يدار بمنهجية علمية والتزام فعلي من إي مرشح للرئاسة للسير على طريق واضح ومتفق عليه مع الجماهير قبل الجلوس على كرسي الرئاسة . أسوأ ما يفعله فيصل بن تركي بعد المباراة أن يجتمع بأعضاء فريقه الإداري والفني لمناقشتهم عن وضع فريق يكاد يخرج من موسمه خالي الوفاض . فيصل بن تركي نفسه والقريني والسلهام إضافة إلى مدربيه زينجا ودراغان هم من أوصلوا الأمور إلى هذه النهاية البائسة وهم من اشتركوا في صنعها واعتقد جازماً إنهم لا يدركون أين الخطأ ولو علموه لتجنبوه مبكراً . وليس لأحد من هؤلاء أن يهدي كحيلان لعلة هذا التردي أو يكون بمقدوره أن يدله على العلاج . وبطبيعة الإنسان أن زحمة العمل اليومي لا تدع له مجالاً لاكتشاف عيوبه وتدارك أخطاءه . يحتاج كحيلان اليوم وليس غداً أن يجري اتصالا هاتفيا بخبير كروي من خارج إدارته وفريقه ليعرض عليه حال الفريق كما هو وينشده نصيحة فنية خبيرة عن كيفية السير بهذا الفريق وتغيير واقعه من هذا التخبط المخزي إلى فريق حقيقي يملك رؤية ومنهجية ويقيم نظام متكامل لإعادة تأسيس فريق حقيقي يستطيع تشريف جمهوره وإسعادهم . لابد من خطة إستراتيجية واضحة المعالم تشمل استحداث نظام عملي جديد يؤكد على الرفع من مستويات الفريق ولاعبيه ويؤكد على حسن الاختيارات التدريبية والأجنبية ويعمل على جلب الاستقرار الفني وتكوين شخصية ثابتة للفريق تقوده للحفاظ على كيان اسمه " النصر" . * من يفسر سر تعلق كحيلان بماجد النجم ورفض ماجد المستشار ! ومع ذلك .. أن لم تعجبه أفكار ماجد فلينشد النصيحة من شتالي او زياني او أي خبرة أجنبية أخرى , المهم أن لا يغتر برأيه الفردي . * لن يهلك النصر إلا بترك الصورة الكبيرة للفريق والتركيز على صغائر الجزئيات ومحاولة تضخيمها دون غيرها من المكونات . * أجانب سيئون , محليون لا يستشعرون , مدربون مستمسرون , إداريون عاجزون , ليست المشكلة في احد هذه المكونات ولكنها في كلها , وتغيير الواقع لا يبدأ إلا من إدارة قادرة على تصحيح كل هذه الأطراف ومن ثم مزجها بتناغم متناسب . * عشرين سنة من التيه النصراوي مع خمسة رؤساء وعشرات المدربين ومئات اللاعبين , ولم نتوصل إلى الآن إلى أن السبب هو الفوضى التي تعم الصورة الكلية وليست في أطراف الصورة ومكوناتها . * حلولنا ليست في استبدال لاعب بلاعب ولا مدرب بمدرب ولا أجنبي بأجنبي ولا مدير كرة بمدير آخر ولا رئيس برئيس ولكنها بلفظ الفوضى والعشوائية والارتجالية واستخدام الخطط والاستراتيجيات والمناهج .