أكاد أجزم وفي مباراة البارحة المثيرة بين فريقي الهلال والنصر على نهائي كأس موسم الرياض أن أغلب المحبين الهلاليين إن لم يكن معظمهم كان لديهم الثقة والشعور كبير بالانتصار الحاسم، ولم ينتابهم أي شك أو قلق حيال حسم النتيجة مبكراً والظفر بالكأس ولأول مرة على ملعبهم الجديد الجميل"المملكة أرينا" فالفريق ومن النظرة الأولى يوحي بأن هذا الفريق لا ينقصه أي شيء تماماً فهو بمواصفات عالمية فهو ليس فريق النجم الأوحد بل فريق النجوم المتميزين في مختلف المراكز فضلاً عن الاحتياطي الجاهز وفي أي لحظة. من اعتاد الصعود لمنصات التتويج في المحافل الرياضية وعلى مصافحة الذهب تكراراً ومراراً من الصعب جداً التنازل عنه وفي أقرب فرصة متاحة. فحقيقة ثقافة الانتصار الكروي وجماله صناعة هلالية سعودية خالصة، ومن الصعب انتزاعها ولكن من الممكن تتبع خطواتها الأولية حتى الوصول إلى آخر الخطوات إن أمكن بعيداً عن سقم الفكر الرياضي العميق، وحسن المنطق الإنساني السليم، وبعيداً عن التوهمات الزائفة التي لا تنفع بل تزيد من التشكيك والتشتيت وتبعد عن الهدف الرئيس، مع البعد كل البعد عن التأويلات السخيفة التي لا تجدي. باختصار الهلال رؤية أمل رياضي حقيقي كتب في الماضي؛ ليقرأ في الحاضر؛ ليدوم في المستقبل، بل هو أمل الرؤية الرياضية السعودية، فكل ما تشاهده في فريق الهلال هو نموذج تطبيق واقعي للرؤية العظيمة للفرق السعودية عبر فريق مكتمل عناصرياً ومنظم فنياً يبدأ هنا في الداخل بحصد البطولات؛ ليتجه للخارج من خلال المنافسة القوية على الألقاب القارية والعالمية ويمثل الوطن الغالي خير تمثيل، ومن لا يقتنع بذلك فمن الصعوبة أن تقنع الكاره ومعه الحاسد بما يحصل حتى لو كان ذلك ماثلاً أمام عينيه..! تفاصيل المجد الشامخة لا تبنى عبثاً، ولا تأتي فجأة، ولا تكون صدفة أبداً، ولا تسير بآراء فردية بأي حال من الأحوال. تفاصيل المجد (وللعقلاء فقط) تأتي عبر أفكار رجال عملت وتعمل بحب وبعزم وبقوة وإخلاص، وعبر فريق عمل متكامل لديه اليقين الكبير في الوصول المشرف للزعامات الرياضية المتتالية.قصة المجد العظيم يا سادة وللتاريخ بدأت منذ وقت ذلك المحب الهلالي الكبير المؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد_ يرحمه الله _ وتعاهدتها المجالس الشرفية، ونفذتها المجالس الإدارية بعطاء وبدقة وإتقان، ودعمها المحبون في كل مكان؛ للاتجاه صوب الهدف المنشود وبصورة بارزة، ومازال للمجد بقية زرقاء. كل الإمكانيات البشرية المبدعة، والمادية الضخمة تقدمها الدولة وفقها الله عبر وزارة الرياضة فأصبحت رياضتنا السعودية وفي مقدمتها دوري كرة القدم للمحترفين في مقدمة الدوريات العالمية وترى الاهتمام يحيط بالدوري من جميع اتجاهاته وجوانبه، بل تجد الجمال يرفرف عليه من أعلاه إلى أدناه إلا أن هذا الجمال وللأسف يخدشه لاعب عالمي يفترض أن يكون قدوة للاعبين سعوديين وغيرهم ولكن ماحدث ليلة البارحة العكس، والسؤال إلى متى يستمر خدش حياءنا جميعاً من هذا اللاعب غير المنضبط في سلوكه الرياضي وبالتالي في تصرفاته المشينة أمام العالم كله؟