وعاد الأمير عبدالرحمن بن مساعد الشخصيَّة الرياضيَّة التي نعرفها بجدها وإخلاصها وتفانيها لخدمة الرياضيين من خلال أهم أندية الوطن.. عاد شبيه الريح بعد أن كادت ورقته تحترق.. وينسى الجمهور كل ما حصد من بطولات وإنجازات.. عاد بعد غياب استمر ثلاث سنوات لم يحصد فيها فريقه إلا بطولتين فقط.. وبعمل لم يكن أحد راضياً عنه.. حتَّى هو نفسه لم يكن راضياً عمَّا قدمه.. وهذا ما استغربه الوسط الرياضي بشكل عام والهلالي بشكل خاص.. مما حدا بالجميع إلى نقده جراء ما قدمه من عمل لم يكن وفق المأمول خاصة أننا نعلم بأن سموه كان يملك في جعبته الكثير ليقدمه للهلال، كان يئن ومن حوله جمهور يصرخ ويقول: كفى. وقتها فقط.. كان الغالبية يقولون: لقد انتهى حماس عبدالرحمن بن مساعد ولم يعد لديه ما يقدمه.. ولكن لأنّه شبيه الريح الشخصيَّة التي لا تكل ولا تمل.. فقد عاد بعد أن كاد يسقط من أعلى سلالم المجد التي صعدها في أول موسمين ومن ثمَّ أصبح يتراجع إلى أن عاد هذا الموسم للصعود للأعلى، حيث لم يتبق عليه إلا خطوة واحدة ويصبح في أعلى سلم المجد الذي سيضاهي بوجوده.. وأي مجد ينتظره هذه المرة.. إنه مجد آسيا التي طال انتظارها من العشاق.. وكانت في فترة من الفترات الهدف الحقيقي لعبدالرحمن بن مساعد الرجل الذي بذل كل ما في وسعه لتتحقق ولكن إرادة الله كانت فوق كل إرادة. ولأن شبيه الريح حاد عن الطريق الذي كان سيوصله لأعلى مراتب المجد.. انتقدناه حبًّا فيه وفي هلاله.. فمن الصعب مشاهدة من صرف الملايين حتَّى يقف على القمة.. وبعد وقوفه في القمة كاد أن يسقط بسبب فعل يده.. ولكنه ما لبث أن عاد.. وأي عودة كانت لشبيه الريح.. إنها عودة التألق والارتقاء للأعلى.. والنظر لمجد كان حلم رئيس.. وجمهور.. وحلم كل من له علاقة بالهلال. وهنا.. لن ننكر انتقادنا للرئيس الهلالي خلال الفترة الماضية.. وانتقادنا بالتأكيد لم يجرح شخص سموه.. بقدر ما هو انتقاد موجِّه للعمل، وحب في نادٍ سعودي يُعدُّ من أهم أندية الوطن بل هو الأهم.. ولذلك من الصعب رؤيته وهو يتنازل عن القمة ويجلس في موقع لا يناسبه على الإطلاق. تلك مرحلة.. انتهت بحلوها ومرها.. وعلينا نسيانها بكلِّ تفاصيلها.. فهلال اليوم يعيدنا لمرحلة كان فيها الهلال الآمر الناهي داخل المستطيل الأخضر.. وبسببها عشقه الملايين داخل وخارج السعوديَّة. لقد عاد مع عودة شبيه الريح هلال الزمن الجميل الذي كنا نتطلَّع لرؤيته.. هلال الإبداع والإمتاع.. هلال النجوم لا النجم الواحد.. هلال يتفوق على المنافس بهيبته قبل أن يهزمه في أرض الميدان.. وهذا ماكنا نسعى له من خلال انتقاد لم نبحث من خلاله إلا لهدف واحد ينشده العاشق المخلص. انتهى الكلام.. ولم يبق إلا أن نقول: ها هو شبيه الريح يعيدنا للزمن الجميل.. ذلك الزمان الذي كان فيه نجمًا متألقًا.. حيث رسم له صورة لن تمحى من ذاكرة المُتلقِّي الرياضي.. وسيحفظها التاريخ وسط صفحات ستكتب بماء الذهب.. كيف لا ونحن نتحدث عمّن حفر اسمه في عقول محبيه وقلوب كارهيه.