في السابق.. عندما ينتقل النجم لنادي الهلال فإن ذلك يعني بقاءه في عالم النجومية والضوء حتى بعد هجره عالم كرة القدم، وذلك من فرط التقدير والاحترام لموهبته ونجوميته إلى جانب القدر الجميل الذي ساقه للعب في هذا النادي العظيم مجدا وتاريخا، ولهذا كان الهلال حلما لجميع من وطئت قدماه العشب الأخضر في الرياضة السعودية والخليجية والعربية، غير أن هذه النظرية يبدو أنها في طريقها للاندثار والتقهقر خاصة في عهد الإدارة الحالية التي لا تجيد فن التعامل مع النجوم وتقديرهم واحترام جماهيريتهم والانتصار لتاريخهم وخدمتهم للكيان الأزرق، ولعل هذا التغير الكبير في السياسة الزرقاء والمكتسبات الهلالية التي يتمتع بها كل لاعب ينتمي لهذا الكيان، لم نلحظ تغيرها وتراجعها إلا في عهد هذه الإدارة الإعلامية التي تفرغت للإعلام ونسيت أو تناست دورها تجاه نجوم الفريق الهلالي الأول، وأصبح النجم الذي يعني شيئا للجماهير الهلالية يغادر دون أي بريق احترام وتقدير.. ولنا في «عمر الغامدي» الذي قضى في الهلال أكثر من 15 عاما جلب خلالها بطولات آسيوية ومحلية وعرف بتضحياته وتفانيه للشعار الأزرق وكان أبعد اللاعبين عن المشكلات، خير مثال على جفاء إدارة الهلال الحالية وعدم تقديرها لنجوم النادي وتاريخهم الطويل، فقد أصبح الغامدي نسيا منسيا على الصعيد الإداري وانتهى بطريقة لا تليق بما قدمه للهلال، والمؤسف أن هذه الطريقة جعلته يغادر من الذاكرة الزرقاء رغم أنه يستحق البقاء بها للأبد، وما حدث مع الغامدي حدث مع آخرين وسيحدث قريبا جدا مع «عيسى المحياني» إن صدقت الأخبار المتواترة هنا وهناك..ف«المحياني» الذي أعلنها ذات يوم صريحة باختيار اللعب للهلال.. ولم يفعل في أي مباراة ما يجعله محل غضب الجماهير أو الإدارة بل على العكس تماما.. ها هو يتندم على ما فاته وهو حبيس دكة البدلاء، رغم موهبته التهديفية الواضحة وقدرته على فك الأزمات، وبالتالي إن تمت هذه الخطوة فهذا دليل صريح على أن الإدارة الهلالية لا تملك رؤية فنية حقيقية تجاه فريقها.. وأن جميع خطواتها تسير بالبركة وأن احترافيتها ما هي إلا محض افتراء.