بالتأكيد كان قرار السماح بمشاركة ثلاث محترفين أجانب وكذلك فتح المشاركة أمام المواليد في مسابقات الكرة الطائرة كتجربة جديدة بمثابة خطوة ذات أبعاد لنقل اللعبة إلى مرحلة أكثر قوة وإثارة .. لذلك علينا أن نتوقف عند عدة نقاط سواء قبل القرار أو بعد تطبيقه .. ليس من أجل الحكم عليه وقبول الفكرة وتأييدها أو الاعتراض عليها فنحن لسنا مع أو ضد أي عمل ولكن من أجل طرحها واستعراضها. أعتقد وبشكل عام أن التجربة رغم جديتها وقبول الكثير لها لم تأخذ حقها الكامل من الدراسة من حيث تحديد الأهداف والرؤية أو آلية التطبيق وإمكانية الأندية الإدارية والمالية .. وبالتالي جاء القرار بناء على وضوح الجانب الإيجابي له باعتباره هو الحل المنتظر للكثير من المعوقات التي تقف أمام اللعبة وشعبيتها وقوة الأندية والتنافس .. رغم أن هناك أولويات أكثر أهمية. هنا لابد أن نطرح تساؤل هل تم عقد ورشة عمل مع مشرفي الكرة الطائرة بالأندية أو استشارة قدامى اللاعبين أصحاب الخبرة والرؤية الفنية أو حتى عمل دراسة تفصيلية داخل إتحاد اللعبة عن أبعاد مثل هذه الخطوة كنقلة إحترافية ومهنية لتقديمها بشكل وعمل مؤسسي وبقرار مرن وواضح بإعتباره إضافة وبإيجابيات يسهل دعمها ويتغلب على الكثير من السلبيات. الإتحاد السعودي للكرة الطائرة هو رأس هرم اللعبة والمسؤول الأول عن تطورها وانتشارها وتنظيم المسابقات ومتابعتها وتطبيق الأنظمة واللوائح وتقديم كافة أنواع الدعم للأندية .. كان التركيز داخل منظومته والهاجس الأكبر بهذا القرار إيجاد دوري قوي جماهيري فيه الإثارة والحماس .. وهذا في حد ذاته بمثل هذا الخطوة قد لا يخدم اللعبة خصوصا أن مستوى المحترفين ليس من الفئة النجوم القوية في مسابقاتنا المحلية التي لا يوجد فيها تسليط إعلامي وتفتقد الشعبية الجماهيرية وكذلك الاهتمام والدعم المناسب من أنديتها. لذلك فإن الهدف الأهم والذي سينعكس إيجابا على اللعبة وسيعود بالإثارة والحماس ويزيد شعبيتها ونسبة المشاهدة والمتابعة الإعلامية يكمن في إتساع دائرة المنافسة بين الأندية بحيث يكون لينا من خمس إلى ست فرق مرشحة لأي بطولة ولا تستطيع أن تعرف أو تحكم من بطلها إلا في الأمتار الأخيرة .. هذا الهدف حسب تصوري هو الذي نحتاجه وهو الذي افتقدناه طوال عقود من تاريخ اللعبة رغم أنه في شكله الخارجي يرجع إلى إدارات الأندية وتقصيرها ولكن في مضمونه يرجع أيضا إلى إتحاد اللعبة من حيث الإستشارات والخدمات والمشاركة والتعاون مع الأندية في كافة الملفات كالمدرب والمحترفين والدعم وتسهيل العمل .. وهذا الهدف تحديدا "إتساع دأئرة المنافسة" هو الذي سيخلق لنا منتخب قوي منافس ليس إقليميا فحسب بل عالميا .. ثم تتوالى الأهداف كفتح باب الإحتراف الحقيقي الكامل وزيادة عدد أندية الدوري الممتاز من أجل زيادة عدد المباريات وتوفير كافة أنواع الدعم والرعاية والاهتمام بالفئات السنية ومشاركة القطاع الخاص ورفع قيمة الجوائز. نحن نملك لاعبين أصحاب فكر وإمكانيات ويوجد مواهب كثيرة تحتاج الخطط والبرامج والأكاديميات والدعم وأعتقد بأن المعوقات أمامهم هي مؤسسية بحته سواء من إتحاد اللعبة أو الأندية وكذلك من الأنظمة والبيئة الغير جاذبة إطلاقا لهم وإختزال اللعبة إداريا في مجموعة محددة من غير تجديد فكر وفي الملعب بين منافسين أثنين أفقدتنا كل متعة.