يسعى برشلونة الاسباني الى اتمام الخطوة العملاقة التي قطعها ذهابا بفوزه على غريمه التقليدي مواطنه ريال مدريد 2 -صفر في عقر دار الاخير ملعب «سانتياغو برنابيو»، عندما يستضيفه على ملعب «كامب نو» في اياب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم. واذا قدر للفريق الكاتالوني بلوغ مباراة القمة، فإنه سينجح في ذلك للمرة الثالثة في السنوات الست الاخيرة التي شهدت تتوجيه في المرتين السابقتين العام 2006 على حساب ارسنال الانكليزي 2-1، ثم على حساب مانشستر يونايتد الانكليزي ايضا 2 -صفر العام 2009. وكان الفريقان التقيا في مباراة عاصفة ذهابا الاسبوع الماضي انتهت بفوز الفريق الكاتالوني بهدفين نظيفين حملا توقيع نجمه المتألق الارجنتيني ليونيل ميسي سجلهما بعد ان اضطر «الملكي» الى اكمال اللقاء بعشرة لاعبين اثر طرد مدافعه البرتغالي بيبي. وكانت المباراة شهدت اشتباكا بين الحارس الاحتياطي لبرشلونة جوزيه بينتو وبعض لاعبي ريال مدريد فاضطر الحكم الى طرد الاول خلال فترة الاستراحة بين الشوطين. ثم شهد الشوط الثاني طرد بيبي ومدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينيو لتهكمه على قرار الحكم بطرد مدافعه. وحذر مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا لاعبيه من مغبة اعتبار المهمة قد انجزت وقال: «لا شك بأن الخسارة امام ريال سوسييداد في الدوري المحلي (السبت) جعلتنا نتنبه الى ان الامور لن تكون سهلة على الاطلاق»، واضاف: «مدريد فريق جيد ولا شيء يخسره وبالتالي قد نشهد بعض الفترات الصعبة خلال المباراة ونحن في حاجة الى مساندة الجمهور». ويعود الى صفوف الفريق احد اوراقه الرابحة وهو اندريس انييستا الذي غاب عن المباراة الاولى لاصابة بتقلص عضلي، لكنه شارك في التمارين الاحد ويبدو جاهزا لخوض اللقاء اساسيا اليوم. وما يزيد من مهمة ريال مدريد صعوبة أنه مطالب بالفوز بفارق ثلاثة اهداف ليضمن بلوغه المباراة النهائية. ويسود التفاؤل معسكر ريال مدريد بإمكانية قلب النتيجة في مصلحة «الملكي»، وقال قائده وحارسه ايكر كاسياس: «لم تعرف حتى الان هوية الفريقين اللذين سيخوضان المباراة النهائية، ولا احد يستطيع التكهن بما سيحصل، سنواجه برشلونة في عقر داره وسنحاول ان نقلب الامور في مصلحتنا». اما صانع العاب الفريق البرازيلي ريكاردو كاكا فقال: «نشعر بقدرتنا على قلب النتيجة في مصلحتنا». في المقابل، قال المدير الرياضي ل«الملكي» الارجنتيني خورخي فالدانو: «ريال مدريد يؤمن دائما بقلب الامور رأسا على عقب، واذا كان هناك من فريق يستطيع ان يقلب النتيجة في مصلحته فهو ريال مدريد». ولا يدخل الفريقان المباراة بأفضل المعنويات لان كلاهما تعرض للخسارة في نهاية الاسبوع محليا، حيث سقط برشلونة امام ريال سوسييداد 1-2 خارج ملعبه، وريال مدريد على ارضه امام سرقسطة 2-3. وكان ريال مدريد تغلب على برشلونة 2 -صفر في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري ابطال اوروبا 2002، قبل ان يتعادلا 1-1 في «سانتياغو برنابيو». وتفرض الأسئلة التالية نفسها اليوم: هل سيعمد مورينيو الى المخاطرة رغم لقامة اللقاء في «كامب نو»؟ وهل سيتخلى عن فلسفة اللعب المحافظ التي اتبعها في لقاءات ال«كلاسيكو» الثلاثة التي أقيمت خلال الأسبوعين الماضيين؟ هل سيراهن على الهجوم في الوقت الذي لا يزال شبح الخسارة صفر- 5 في «كامب نز» ضمن الدور الأول من الدوري المحلي ماثلا أمام ناظريه؟ ويكمن اللغز الرئيسي في المنهج الذي سيتبعه مورينيو. وحتى الآن، قاده رفضه طرق اللعب التي تعتمد على السيطرة على الكرة ورهانه على الأداء الدفاعي إلى مباريات مغلقة ووضع ريال مدريد بعيدا عن المرمى الكاتالوني. كما أن البرتغالي بدا وكأنه يفقد جزءا من الثقة في رجال مثل الأرجنتيني غونزالو هيغوين والفرنسي كريم بنزيمة رغم أنه أبدى حاجته إليهما كثيرا عندما كانا مصابين في منتصف الموسم، بيد أنه نقلهما اليوم إلى الخطط البديلة. ومع إصابة الألماني سامي خضيرة قد يلجأ المدرب إلى لاعب وسط يميل الى الهجوم إلى جوار الفرنسي لاسانا ديارا وتشابي ألونسو. ويرى هيغوين أنه «لدينا فريق يستطيع التأهل إلى النهائي. يمكن تحقيق ذلك، لا بد من اللعب بثقة وتواضع». كما يمثل لقاء اليوم تجربة للعلاقة الحقيقية التي تجمع مورينيو بلاعبيه. فبعد مباراة الذهاب، وصل الأمر برونالدو إلى أن يعرب عن ضيقه إزاء طريقة اللعب، فيما أكدت صحيفة «ال باييس» أن العديد من عناصر الفريق انتقدوها. ويعرف مورينيو أن الرهان على الهجوم أمام برشلونة قد يفتح مساحات شاسعة في دفاعه أمام فريق غوارديولا مثلما حدث في مباراة الخمسة، لكن في المقابل سينهي الخروج من الدور نصف النهائي للبطولة موسم «الملكي» فعلياً إذ فقد كل أمل في انتزاع لقب بطل الدوري المحلي، ويبدو انه سيكتفي بلقب بطل كأس اسبانيا. ويغيب عن مباراة اليوم بسبب الايقاف بينتو (برشلونة) وبيبي وسيرجيو راموس (ريال مدريد). وسيغيب عن المباراة التالية في حال حصوله على انذار اليوم كل من البرتغالي كريستيانو رونالدو وراوول البيول والارجنتيني انخل دي ماريا والتوغولي ايمانويل اديبايور.