حصري - ميلانو - محمد الخالد : يدخل الدوري الإيطالي اليومين القادمين منعطفا هاماً نحو إسدال الستار عن بطل الكالشيو هذا الموسم , حيث يلتقي غدا السبت فريق إنتر ميلان (ثاني الترتيب 66 نقطة) ومضيفه تشيزينا (المهدد بالهبوط 37 نقطة) في مباراة هامة جدا لفريق الشمال الذي يحاول التشبث بأطراف أمل لملاحقة غريمه التقليدي إيه سي ميلان الذي ينفرد بالصدارة بفارق 8 نقاط . ويعاني الإنتر من تخبطات فنية فاضحة منذ التعاقد مع المدرب البرازيلي ليوناردو الذي أثبت بما لا يدع مجالا للشك في الأيام الماضية أنه (مقلب كبير) شربه موراتي ! . وفي سهرة السبت يستضيف نابولي (ثالث الترتيب 65 نقطة) نظيره جنوى في مباراة لا تعني للضيف الشيء الكثير في ظل وجوده بالمنطقة الدافئة في منتصف الجدول . فيما يسعى (زملاء كافاني) للانتصار في لقاء سيلعب على استاد سان باولو محاولة للحاق بركب الصدارة أو على الأقل خطف المركز الثاني . أما على صعيد اللقاء الأكثر أهمية والمراقب على مستوى رفيع إعلاميا من مختلف الوسائل , يشهد استاد (السان سيرو) الأحد القادم في عاصمة الشمال الإيطالي MILANO لقاء إيه سي ميلان (النادي الأكثر نجاحا في العالم) مع ضيفه بولونيا في مباراة يخوضها ميلان (أول الترتيب 74 نقطة) منقوصا من ظاهرة كرة القدم الجديد زلاتان إيبراموفيتش الذي يغيب بداعي الإيقاف فيما يتوافد خبر مفرح من معسكر الفريق في مركز الميلانيللو (ضاحية لومبارديا) بعودة اللاعب فيليبو إنزاقي من الإصابة التي ألمت به منذ أكثر من 5 أشهر . بولونيا (40 نقطة) الذي يعاني شبح الهبوط سيكون في وضع صعب للغاية وهو يقابل الفريق المرشح للتتويج , في حالة سقوط ملاحقيه إنتر ونابولي . ميلانو تعيش هذه الأيام أجواءًًً لا توصف حيث يحتفل الجمهور الميلاني في شوارع المدينة بشكل شبه يومي خاصة ساحة (الدومو) الشهيرة والتي تغص بآلاف المناصرين منذ ساعات الليل الأولى حاملين أعلام الفريق وشعاراته التي لا تخلو على الإطلاق من التهكم على المنافس التقليدي (إنتر ميلان) ومدربه ليوناردو الذي تصفه الجماهير ب(الخائن) نظير تدريبه للجانب المظلم من المدينة على الرغم من أنه خدم الروسونيري 13 عاما ! . (سبورت) تتواجد هذه الأيام في إيطاليا وتتابع عن كثب استعدادات الإيه سي ميلان للاحتفال باللقب الثامن عشر بعد غياب دام 6 أعوام , والذي قد يحدث في (السان سيرو) الأحد – في حال سقوط ملاحقيه - أو الأسبوع القادم في الملعب الأولمبي في العاصمة (روما) ليعيد التاريخ نفسه حيث كان آخر احتفال بالأسكوديتو حصل عليه الميلان أمام (رفاق توتي) . ومن الملاحظ تحول جميع المحلات التجارية في قلب ميلانو إلى مساندة (الزعيم العالمي) لكسب ود زائري المدينة الذين توافدوا بشكل لا يوصف خلال الساعات الماضية بحثا عن فرصة عيش لحظات التتويج في المدينة التي أنجبت الوجه المشرق لأوروبا كرويا إيه سي ميلان , حتى حول الملعب حيث تفتح (الأكشاك) يوميا لبيع المنتجات الميلانية على محبي الفريق المتوافدين على السان سيرو , ومن الطريف بالموضوع قيام بعض البائعين بتسويق شعارات الغريم التقليدي الإنتر على مشجعي بولونيا الذين يحرصون على اقتنائها لإغاظة الميلانيستا . وعلى الصعيد ذاته نفذت تذاكر المواجهة (رسمياً) منذ 8 أيام ولم تتبقى سوى المقاعد التي تسمح (فقط) لحاملي البطاقات الموسمية بالحضور مما فجر أزمة سوق سوداء تقودها مجموعات غير منظمة تحتوي الكثير من العرب , وتتمركز تلك المجموعات يوميا حول ملعب المباراة وفي ساحة الدومو وكذلك في مداخل ومخارج القطارات الأرضية . (سبورت) تقربت غير مرة محاولة لقراءة أسعار السوق والتي تراوحت بشكل غير منطقي بين 100 يورو حتى 1000 يورو مما جعلنا مجبرين على مناقشة البعض منهم عن سبب ذلك التباين في الأسعار وحتى ارتفاع السعر مقارنة بالسعر الرسمي (16 يورو - 32 يورو فقط) . واختلفت التبريرات من بائع لآخر حيث يبرر البعض ارتفاع السعر بوجود التذاكر الأصلية بحوزته وأن من يبيع بأسعار أقل يشتبه بحمله لتذاكر مزورة . فيما يتهم بائعو التذاكر الرخيصة (نسبة لسعر السوق السوداء) الآخرين بالطمع والجشع الغير مبرر , مستغلين جهل السياح القادمين من خارج المدينة ومن خارج إيطاليا بالتحديد . وبين تبريرات ذلك واتهامات ذاك تبقى عملية شراء التذاكر من السوق السوداء مخاطرة غير محمودة العواقب لوقوع الكثير من المناصرين في فخ الغش الذي ينتشر بكثرة هذه الأيام في كافة الدول الأوروبية في ظل أوقات الحسم في معظم بطولاتها .