يتسابق أكثر من 132 ألف طالب على إبراز مواهبهم وقدراتهم البدنية في رياضة كرة القدم، ويركضون يومياً على ملاعب التعليم في 47 مدينة ومحافظة بالمملكة في التصفيات الأولية لدوري المدارس الذي تنظمه الهيئة العامة للرياضة بالتعاون مع وزارة التعليم كمشروع وطني رياضي لاكتشاف المواهب. أكثر 132 ألف طالب من مراحل التعليم العام والأهلي (ابتدائي – متوسط – ثانوي) يمثلون 5500 مدرسة في أكثر من 11 ألف فريق، يتنافسون لبلوغ بطولة مرحلة النخبة من دوري المدارس التي سيشارك فيها 16 فريقاً متأهلاً من 16 مدينة ومحافظة. وتتواصل منافسات دوري المدارس في كل المناطق والمحافظات، ففي محافظة الطائف خطف الطالب خالد عطية الزهراني البالغ من العمر 12 عامًا الأنظار بموهبته الكروية الفذة، وذلك خلال مشاركته مع فريق مدرسة الإمام حفص الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم كلاعب مهاجم، وقد أكد والده عطية الزهراني بأن موهبة ابنه خالد برزت من خلال حصص التربية البدنية في مدرسته، قائلاً: "موهبة خالد ظهرت منذ صغره من خلال اهتمامه بكرة القدم وقضاء معظم وقته بلعب الكرة مع إخوته وأقرانه مما جعلني أخصص له مصروفًا خاصًا لشراء أدواته الرياضية وتحفيزه بمكافآت مالية لكي يظهر موهبته أكثر"، مضيفاً: "سعيد بمشاركة إبني وكافة الطلاب في دوري المدارس، هذا المشروع الرياضي الكبير الذي أعاد الحياة للرياضة المدرسية، وإن شاءالله أرى ابني خالد ضمن قائمة المنتخب السعودي مستقبلاً". بينما أوضح مدرب فريق مدرسة الإمام حفص الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف، فيصل القرشي أن "موهبة الطالب خالد الزهراني ظهرت واضحة وجلية من خلال حصص التربية البدنية والأنشطة الرياضية التي تقام داخل المدرسة مما جعلنا نسعى لضمه للفريق المشارك في دوري المدارس لما يمتلكه من مهارات وفنون كروية يستطيع من خلالها خدمة الفريق مع بقية زملائه". فيما قال الموهوب خالد الزهراني، الذي يلقب من زملاءه ب "ادواردو الطائف": "دوري المدارس فرصة يجب على كل لاعب استغلالها لإظهار موهبته، والتنظيم رائع، وأتمنى أن أكون لاعباً في نادي الهلال وأن أمثل المنتخب السعودي، وسعيد بأن أتعلم المزيد عن كرة القدم وأن أسير على خطى نجوم نادي الهلال والمملكة". وفي المدينةالمنورة، تشهد مباريات دوري المدارس منافسات عالية وحضوراً لافتاً للمواهب من مختلف المراحل التعليمية، حيث تشهد مرحلة التصفيات الأولية الحالية مشاركة 192 فريقاً موزعةً على 51 مجموعة بمشاركة 2330 طالب، يتنافسون للوصول إلى مرحلة بطولة النخبة القادمة، ويراقب المواهب لجنة تعنى باكتشاف المواهب ورصد مستوياتهم وقدراتهم البدنية، وقد قال عضو اللجنة المدرب الوطني يوسف العنبر (مدرب فريق أحد للناشئين) عن دوري المدارس: "بطولة دوري المدارس ناجحة بكل المقاييس من خلال الاهتمام والعمل الكبير الذي تنظمه الهيئة العامة للرياضة بالتعاون مع وزارة التعليم، وخلال الأيام الماضية شاهدنا عدداً وافراً من المواهب في كرة القدم"، بينما أشاد ولي أمر الطالب جهاد محمد حاشدي بدوري المدارس، قائلاً: "فكرة إقامة دوري للمدارس في كل مناطق المملكة جميلة ومهمة ومفيدة، فهي ستسهم في اكتشاف المواهب وتنمية رياضة كرة القدم بين الطلاب، فدوري المدارس سيشكل نواة لبناء الأندية والمنتخبات من خلال المواهب التي سيتم اكتشافها"، فيما عبر الطالب محمد بن بندر البدراني من فريق ثانوية الأمير نايف عن سعادته بالدوري، وقال: "البطولة رائعة وفرصة جيدة لاكتشاف المواهب من خلال المباريات والتنافس بين فرق المدارس في ظل الاهتمام والدعم الكبير وتوفير كافة الإمكانات من الهيئة العامة للرياضة ووزارة التعليم، ونحن كلاعبين حريصين على تقديم كل ما لدينا لإبراز مواهبنا" وفي محافظة الجوف، تتواصل المنافسات بين الفرق في خمسة مجموعات لمختلف الأعمار والمراحل، حيث شهدت غالبية المباريات بروز عدد من المواهب في مختلف الفرق المدرسية، أبرزهم أحمد خزعل الرويلي وتركي ناصر الرويلي وطلال سعد الرويلي وعبدالعزيز فرحان وحمدان علي الرويلي. وفي جانب آخر، أوضح المدرب الوطني عبدالعزيز العودة بأن "كرة القدم السعودية في السابق كانت ترتكز على المواهب التي تقدمها دوريات المدارس"، معتبراً "المدرسة أولى خطوات اكتشاف الموهبة واللبنة الأولى في إعداد اللاعب بالشكل الأمثل في بيئة تربوية مناسبة لاسيما في الفئات العمرية دون سن ال 14 عاماً"، مؤكداً بأن "هناك نماذج كثيرة من عمالقة الكرة السعودية المؤثرين كان اكتشافهم عبر دوري المدرسة"، وأضاف قائلاً: "بعض الأندية بادرت في فتح أبوابها لاستقطاب البراعم إلا أن ذلك لا يغني عن دوري المدارس الذي سيقدم مواهب كروية ستخدم الرياضة السعودية والمنتخبات الوطنية". وأشاد مساعد مدرب الفريق الكروي الأول بنادي التقدم بمحافظة المذنب، محمد الكبير بفكرة دوري المدارس، مؤكداً بأن "الرياضة السعودية ستجني ثماره في المستقبل القريب"، مشيراً إلى أنهم في الأندية يعانون من اندثار المواهب بسبب ضعف المشاركة في دوري المدارس في فترات سابقة، مشدداً على أن "عودة دوري المدارس وبهذا التنظيم الرائع أعاد لنا الأمل"، مقدماً جزيل شكره ل "وزارة التعليم ولهيئة الرياضة على هذا المشروع الكبير"، متمنياً أن "يتم تأهيل معلمي التربية البدنية في المدارس بدورات حديثة في التدريب حتى يكونوا قادرين على صقل المواهب وتنمية مهاراتها". في الوقت الذي دعا مدرب الفئات السنية في نادي الرائد، التونسي حمادي الهداجي مسؤولي ومدربي وكشافي الأندية ل "متابعة دوري المدارس"، مؤكداً بأنه قد شاهد عدداً من المواهب الشابة التي تحتاج لمزيد من العناية والاهتمام لصناعة جيل واعد، مبينًا بأن "الشراكة بين وزارة التعليم والهيئة العامة للرياضة ستكون ثمارها يانعة وستصب في صالح كرة القدم السعودية، لكونها ستكون رافداً مهماً للأندية ودعامة قوية للمنتخبات الوطنية". كما يرى مساعد مدرب الفريق الكروي الأول بنادي البكيرية، المدرب سعد السبيعي بأن "فكرة إقامة دوري المدارس رائعة جداً وتحاكي تجارب دولية كألمانيا واليابان التي استثمرتا دوريات المدارس لدعم الرياضة في مختلف الألعاب"، مؤكداً بأن "المدارس وعبر دورياتها أنجبت نجوم سطروا إبداعاتهم في سماء الرياضة السعودية، بعد أن استقطبوا عن طريق كشافي الأندية الذين يجوبون ملاعب المدارس والأحياء السكنية للتنقيب عن المواهب"، مطالباً "الأندية بحث كشافيها على اكتشاف المواهب واستقطابها حتى لا تكون الفكرة رائعة والاستفادة منها معدومة".