من المعروف ان الرياضة المدرسية هي الرافد الرئيسي لرياضات الدول وهي العامل الاكبر في اكتشاف المواهب (وتفريخها) للاندية، وهذا يحدث في جميع دول العالم المتقدم، لدينا في السعودية الوضع يختلف ويوجد خلل كبير في هذا الامر ولأنني عاصرت الأنشطة المدرسية بأنواعها وألعابها الفردية والجماعية كافة فقد لاحظت أنه عندما تأتي الانشطة المدرسية ممثلة في بطولات المدارس خصوصاً كرة القدم تجد كشافي الاندية يحضرون وتفتح لهم المدارس من رجال التربية والتعليم ممثلة في معلمي التربية البدنية ويرحب بهم ويقدم لهم انواع المرطبات والمأكولات وما لذ وطاب، وتجد هؤلاء الكشافين خجلين ويقومون بتنقية المواهب واحدا تلو الاخر لدرجة انه يسمح لهم بالاطلاع على الاوراق الرسمية السرية لهؤلاء المواهب وأخذ ارقام هواتفهم ويتم تسهيل جميع الامور لهم حتى يصل الامر الى الالتقاء بين الموهوب الذي هو في الاصل طالب بمدرسته وهذا الكشاف من غير علم ولي امره من باب التعاون بين وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب وتسخير كل شيء لهم لدعم الاندية وتطوير الرياضة المدرسية وتجد الاتصال الدائم من الكشافين بمعلمي التربية البدنية ليل نهار حتى يصل لحد الازعاج وتجاوز الخصوصية للظفر بلاعب في تسابق كبير بين الاندية دون اي فائدة للمدرسة او المعلم وعند ذهاب اللاعب الى النادي وتسجيله فيه رسميا وتصقل موهبته ربما تحتاج وزارة التربية والتعليم هذا الموهوب بعد ان اصبح لاعبا في النادي في ان يمثل الوزارة في البطولات المدرسية من باب رد الجميل، ولكن تتفاجأ ان ابواب الاندية توصد في وجه مسؤولي وزارة التربية والتعليم والجولات تغلق والاداريون يتعذرون بالمدربين والمدربون برؤساء الاندية، والكشاف الذي كان يستحي منك بالامس في المدارس اصبح ( قوي عين ) في النادي ويستخسر فيك كأس ماء ليقدمه لك، فأصبح التعاون بين وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب معدوم وعلى الورق فقط ولا يطبق عمليا، وشاهدنا ان دوري الفئات السنية في جميع الالعاب لا يؤجل عند تعارضه مع الدورات المدرسية وروزنامة الالعاب المختلفة لا تأخذ في الحسبان روزنامة البطولات المدرسية سواء المحلية او الخارجية, وبعد ذلك الصراع ما الذي حدث ؟ اصبحت المدارس تأخذ اللاعب شبه الجاهز (احتياطي الاحتياطي) من النادي واصبح جميع لاعبي المدارس هم لاعبو اندية والكشاف عندما يحضر للمدارس يجد جميع المواهب مسجلين في أندية وجميع منتخبات التعليم هم لاعبو اندية، فقل الاكتشاف وقلت المواهب وانعكس ذلك على منتخبات السعودية في الفئات السنية في جميع الالعاب ولا تكاد تجدنا نحقق بطولة واحدة في اي لعبة بل اصبحت دول الخليج تتفوق علينا في جميع الالعاب ومتى ما عاد التعاون الفعلي وليس على الورق بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم ستعود الرياضة المدرسية وتعود السعودية في تحقيق البطولات في الالعاب كافة وجميع الفئات.