قرار مصيري لازلنا في انتظاره من معالي رئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ وهو قرار تنظيم الاحتراف الخارجي للاعبين السعوديين، هذا القرار الجريء أعتقد شخصياً وربما أستطيع الجزم بأنه هاجس معالي رئيس الهيئة في الفترة الحالية، وفي الحقيقة أننا تأخرنا كثيراً في فتح هذا الملف حتى نستطيع مواكبة التطور الذي وصلت إليه الدول المتقدمة في كرة القدم، ما نحتاجه فقط هو خطوات تنظيمية وخطة عمل يتم بموجبها التنسيق بين الهيئة العامة للرياضة والأندية السعودية للبدء في انتداب اللاعبين السعوديين للدوريات الخارجية. في فترات مضت من تاريخنا الرياضي شاهدنا تجارب غير مكتملة من بعض اللاعبين السعوديين وربما أسميها محاولات خجولة للاعبين احترفوا خارجياً لكنهم لم يستمروا في الأندية التي تعاقدت معهم، بل إن عدداً منهم لم يكمل العام الواحد فضلاً عن الأندية التي احترفوا بها والمستوى العادي الذي قدموه، فهم في اعتقادي لم يذهبوا للإضافة لأنديتهم لكنهم ذهبوا بحثاً عن تلميع أسمائهم بألقاب كان اللاعبون في تلك الحقبة يبحثون عنها، لكن تلك التجارب سرعان ما تلاشت مع مرور الزمن فأصبح اللاعب السعودي حالياً يفضل اللعب في الدوري المحلي أكثر من الاحتراف الخارجي. وفي هذا الشأن اقترح أن تعمل الهيئة على التنسيق مع الأندية السعودية لوضع خطة مناسبة يتم من خلالها انتداب لاعب أو لاعبين من كل الأندية السعودية ومن مختلف الفئات، على أن تقوم الهيئة بدعم أولئك اللاعبين بأن تتحمل جزءاً من رواتبهم خلال السنة الأولى من احترافهم خارجياً على سبيل المثال، أو تقوم بدعمهم بمبالغ مالية تصرف لهم قبل خوض تجاربهم حتى يتمكنون من التأقلم مع البيئة الجديدة، وحتى لا يكون المال عائقاً أمام تقديمهم للمستويات المأمولة منهم، أقترح في هذا الصدد أن تنسق الهيئة العامة للرياضة مع الأندية في الدوري السعودي على اعتماد هذا النظام حتى يكون اللاعبين مهيأين لذلك، ثم تقوم الأندية بترشيح لاعب أو لاعبين في السنة الأولى ويزداد العدد تباعاً في السنوات التي تليها. هناك أمر آخر يجب على المسؤولين في الهيئة العامة للرياضة النظر إليه بعين الاعتبار ألا وهو الدول التي سبق وأن قام الاتحاد السعودي بتوقيع اتفاقيات مع الاتحادات الرياضية فيها، فيفترض أن نستفيد من تلك الاتفاقيات وأن تبدأ الهيئة بمخاطبتها لانتداب اللاعبين السعوديين في الأندية التي تتبع لتلك الاتحادات الرياضية حتى يكون العمل مكملاً لما سبقه من أعمال واتفاقيات، وحتى لا تتكبد الهيئة أعباءً مالية جديدة. في نهاية المطاف وبعد أن نبدأ بتك الخطوات سنجد أن لدينا ما يقارب العشرين لاعباً محترفاً في مسابقات خارجية، وهو ما سينعكس بالتأكيد على منتخبنا الوطني وعلى سمعة رياضتنا السعودية وتحديداً كرة القدم. ختاماً لدينا الكثير من العوامل التي ستساهم في تطور كرة القدم لدينا متى ما أعطيناها ما تستحقه من اهتمام ومنها الاحتراف الخارجي الذي أجزم أنه من الخطوات القادمة والمنتظرة من معالي رئيس الهيئة الأستاذ تركي آل الشيخ، كما أننا مثلما استبشرنا خيراً بخطوة الاستفادة المواهب من مواليد السعودية نستطيع أن ننشأ الأكاديميات الخاصة لهذا الغرض وأن ننظم الدوريات الخاصة أيضاً لتلك المواهب، وكل تلك الخطوات تعني تحول كرة القدم لدينا من الهواية إلى الصناعة.