مع الحملات الجادة والمطالبة بنبذ ومحاربة التعصب الرياضي وتجفيف منابعه.. ومع تسارع الأحداث والقضايا في الوسط الرياضي واختلاف وجهات النظر.. كونه وسط غير محصن وقابل للتأثر ويحكمه بشكل كبير الميول والعاطفة والمصالح في أجواء غير صحية مليئة بالاتهامات والشائعات والمتناقضات وكذلك البرامج غير الهادفة والعناوين المؤججة.. لذلك فإن التشكيك والتقليل والاختلاف دائما ما يكون حاضرا ويؤثر على العلاقات والتعايش.. من هنا أصبح افتعال المشاكل وتضخيم الأمور وزيادة الإثارة وكسب التعاطف من الأساليب الرخيصة التي تعودنا عليها وأصبحت تشكل نوع من مفترق الطرق في تفكير وشخصية شريحة كبيرة ومظلومة من شبابنا. والحقيقة التي تزعجنا بان الكثير من أصحاب التأجيج والتأويل والتشكيك هم قامات في الوسط الرياضي لها اسمها وسمعتها في الأندية أو في الإعلام.. والتي دائما ما تنكشف ويتغير مستوى تفكيرها وتستصغر حديثها وطرحها مع أصغر نقاش.. مما يزيد الاحتقان ويؤثر على الشارع الرياضي فتجدهم متوترين ومشحونين وبردة فعل يصاحبها تسرع واندفاع وبدون حجة وبمنطق غير مقبول لا يستطيع فيه إقناع الآخرين. لقد أصبحت الأصوات العاقلة والهادئة والمتزنة بعيدة ومهمشة.. وهناك فرق بين من يضع النقاط على الحروف ومن يسكب الزيت على النار.. لذلك نطالب بعقلانية أكثر ومراجعة الحسابات وأن تكون الإثارة داخل المستطيل الأخضر.. فالتصاريح والأخبار الصحفية والبرامج الرياضية ليس بالضرورة أن تكون مثالية وحيادية ولكن يجب أن تكون متزنة وعقلانية. باختصار.. الطبال سيستمر طبال فهذه مهنته وهذا رزقه.. ونشر التظليل والتعصب مهمته والإثارة والشحن لعبته وبث الفوضى وزرع الفتن هوايته.. لذلك حتى مع تفعيل دور الرقيب والمحاسبة الذي يجب أن يحكم السيطرة على كافة أنواع الطرح الإعلامي علينا في المقابل تحصين شبابنا وإكسابهم المناعة ضد نماذج التعصب في الوسط الرياضي ونشر الثقافة التي تفرق بين الميول والتعصب وتقر بأن الرياضة لا تتوقف عند فوز أو خسارة. طارق الفريح