طبيعي جدا في المجال الرياضي أن يكون لكل شخص ميول.. هذا الحق الذي يجعلك تتعايش مع الوسط الرياضي بشكل أكثر فاعلية طالما أنه في حدود المعقول والمقبول دون الإساءة أو التجريح للغير.. لذلك يفترض عند الحديث المتبادل في أمور تهم الشارع الرياضي مع شخص يخالفك الميول ومناقشة قضايا رياضية أن تأخذ الجميل والمفيد منه ويكون حكمك وتعليقك على الطرح بنوعيته واتزانه وحياديته وتنظر إلي الجانب الإيجابي والمثالي فيه.. بغض النظر عن الميول الرياضي الذي لا يجمعكم وأن لا تعتبر ذلك من الأمور التي تقف بينك وبين تقبل الرأي الأخر. فباختصار تبقى الثقافة والفكر والطرح الراقي المحايد أمور مشكوك فيها في وسطنا الرياضي بسبب الميول.. لذلك مهما طرحت من رأي أو ناقشت من فكرة فلن يتقبل منك طالما أن المتلقي يقيس ذلك على ميولك وليس على طرحك.. فالاختلاف هنا أصبح اختلاف معك وعدم تقبل منك قبل أن يكون مع طرحك أو وجهة نظرك. كانت لي تجربة جميلة ومفيدة وذات طرح هادف مع مجموعة ذات ميول واحد على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.. إلا أنها في النهاية محدودة لا تشمل قضايا وهموم رياضتنا بشكل عام.. فلن تجد من يخالفك فالجميع متفقون والآراء تطرح بعاطفة وفي اتجاه واحد.. لذلك نقيس عليها أنه عندما يجتمع ويتوحد الميول في مجال العمل المؤسسي الرياضي الإداري أو الإعلامي فإن العمل مهما نجح فإنه سوف يصب في اتجاه واحد ولن يكون متكامل ولن يعطي الحق للجميع وربما يكون مصدر إثارة وتعصب.. لأن أجواء العمل وبيئته مهما كانت جيدة ومؤهلة وهادفة وصادقة ومخلصة فهي في النهاية بعين واحدة ومعرضة للكثير من الضبابية والخطأ وبالتالي التشكيك والاتهام. رغم ذلك فإن فرص النجاح في وسطنا الرياضي سوف تكون كبيرة مع من حولك بحسب الميول المتوافق والمجموعة التي معها.. والعكس صحيح ستكون محدودة في ظل تمسكك بالقيم والمبادئ وعدم تقديمك للتنازلات بسبب اختلاف ميولك معهم مهما كنت تملك من فكر وإبداع وطرح متكامل يفرض نفسه كمادة ولكنه سيحارب بسبب ميولك.. فلا تستغرب قبل أن يتواصل الحديث يقاطعك أحدهم بقولة "وش تشجع؟". طارق الفريح تويتر TariqAlFraih@