تزايدت في الآونة الأخيرة على طول الساحة الرياضية العربية وعرضها ظاهرة سرعة الاستغناء عن مدربي كرة القدم وكثرة تغييرهم، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات الوطنية، وتكاد لا تستثنى دولة عربية من ذلك. فما هو السبب في تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها؟ وعلى أي أساس يتم اختيار المدربين؟ أصبحت البلدان العربية تلجأ للمدرب الأجنبي ظنا منها بأنه يمثل الإضافة الحقيقية بحكم الخبرات والتجارب الكثيرة ولكن قد ينجح المدرب مرة ولكنه قد يفشل مرات ومرات. وذلك يكون خصما على المدرب الوطني الذي لا تتوفر له الفرصة الكافية كما لا تتوفر له كل المميزات التي تتوفر لرصيفه الأجنبي. المدرب الأجنبي غالبا ما تكون طريقته في التدريب محفوظة فهو دائما يركز على لاعبين بعينهم خوفا من الفشل والنماذج على ذلك كثيرة. فالمدرب الأجنبي يكون راتبه كبيراً ومخصصاته أكبر فأنا برأيي لو توفرت هذه المخصصات لمدربنا المحلي فأنه سيصيب شيئاً من النجاح إذا ما وضعنا في الإعتبار غيرة المدرب الوطني التي بالتأكيد تكون ميزة تميزه عن المدرب الأجنبي الذي يتعامل مع الأمر باحترافية بعيداً عن العاطفة عدم الثقة في قدرات المدرب الوطني اصبح موضوعا يثير الجدل في مجتمعنا الرياضي، بدليل الجري وراء التعاقد مع المدرب الاجنبي مهما كانت خبراته وشهادته وفي النهاية يفشل ويتم تغييره باجنبي آخر!! وهكذا يتم للاسف باسلوبنا في انتقاء المدربين ومدربنا الوطني لاينظر اليه ولو للتجربة «وهم اكفاء ولديهم شهادات باعلى المستويات» وهذا الموضوع الهام الذي نتألم ونحن نشاهده منذ زمن بعيد ومجال التدريب يشهد عدم استقرار المدربين سواء في الاندية او المنتخبات.. رغم وجود عدد كبير من المدربين المحليين الذين لا تنقصهم الخبرات ولديهم ثقة بالنفس والذين فقط يحتاجون الدعم النفسي والدورات الخارجية المتطورة من القائمين على امر الرياضة. فالبلد زاخرة بالكفاءات الوطنية والمشكلة المزمنة هي عقدة المدربين الاجانب وتتلخص خبايا العقدة في توفير الامكانيات للمدربين الاجانب في الوقت الذي تحجب فيه عن المدربين المحليين مما تؤدي لفوارق في التعامل المادي بين المدرب الاجنبي والمدرب المحلي وتنعكس تلقائيا على معنويات المدربين المحليين وتحديدا في فقد الثقة بينه وبينهم وبالتالي يتأثر أداؤه التدريبي.. المدرب الأجنبي يسعى دائما لإثبات نجاحه بتثبيته لتشكيلة معينة دون إعطاء الفرصة لآخرين يحتاج لهم الفريق وذلك ظنا منه بأن ثبات التشكيلة يعني النجاح نعم ثبات التشكيلة يعني النجاح بالنسبة للمدرب ولكن لا يعني النجاح للفريق لأن باقي اللاعبين لا يشاركون وبالتالي يفقدهم الفريق في مناسبات كثيرة.. فهل يا ترى إستقدام المدرب الأجنبي خطوة للامام وذلك في ما وضعنا في الاعتبار خبراته المتراكمة وطريقته في التدريب أم يكون كالقفزة في الظلام في تحجيم دور المدرب المحلي وبالتالي لا يستفاد منه برأيكم هل خطوة استقدام مدرب أجنبي هي خطوة إيجابية أم سلبية السؤال الان الذي يطرح نفسه ما الفرق بين المدرب الاجنبي والمحلي ؟ وللاجابة علي هذا السؤال يجب أن نعلم المميزات والعيوب لنستطيع تقديم الحكم الصحيح والصائب مميزات المدرب الاجنبي نجد للمدرب الاجنبي الكثير من المميزات وأهمها 1- يتميز بعقلية باحثة علي الانتصارات دوما فنجد المدرب الاجنبي دائم البحث علي البطولات وقد لا يكون حبا في الفريق ذاته ولكن هو يريد عمل سجل كبير من الانجازات لديه ليتيح الفرصة لديه لعمل أفضل وتولي أندية أو منتخبات أفضل. 2- يتميز المدرب الاجنبي بفهم لخطط اللعب الاوروبية فيستطيع فهم خطة اللعب الحديثة وأيجابياتها وسلبياتها الي جانب التطبيق العملي لها وذلك بمتابعة أحدث الدورات التي تعقد وذلك للاستفادة وهذا ما يجعله دائما متجدد. 3- قاريء سريع وجيد للاخطاء ويتميز المدرب الاجنبي بأنه قاريء سريع وجيد بنفس الوقت للاخطاء وخاصة لديه فنجد المدرب الاجني عندما يقوم بعمل خطة لا تجدي نفعا سريعا ما يكون لديه البديل والخطة الجاهزة وعدم الاستسلام. 4- أعطاء الطمأنينة للادراة والجمهور فهو يتميز بأنه يعطي الطمأنينة للادارة والجمهور فالجمهور لديه العقلية القديمة والتي تتمثل دائما بالتحكيم اذا كان الحكم أجنبي اذا ن يظلم ولو الحكم المصري ولو أفضل حكم بمصر فهو كثير الخطأ حتي الجمهو لا يفكر أبدا في الانهيار فنجد بأن فريق أسوان لم يفكر بيوم هذا الموسم أن لا يصعد الفريق للدرجة الممتازة بسبب أن معه مدرب برازيلي اذا توجد الطمأنينة للصعود حتي ولو فقد الفريق الامل في التأهل. عيوب المدرب الاجنبي نجد المدرب الاجنب ي له الكثير من العيوب 1- التعامل بتعالي مع طاقم المساعدين فنجد المدرب الاجنبي يتعالي وكأنه من كوكب. 2- عدم فهم طبيعة اللاعب االمحلي بسبب أن المدرب الاجنبي يتعامل معهم بنظام الاحتراف الكامل ويطالبهم بتطبيقه وينسي أو يتناسي أننا نعيش بوهم أسمه الاحتراف ولدينا الاسم فقط من الاحتراف وليس لدينا تطبيقه. 3- عقلية الفوز مقدمة علي البنية الاساسية للفريق ان يعتمد على اللاعب الجاهز ويقوم بطلب الاعبون بالاسماء بالمراكز التي يريدها ولا يستطع اعداد الا عدد بسيط من الناشيئن فقط لاغير وعندما يجد ان اعمار اعضاء الفريق زادت يترك الفريق ليواجه الظلام. من هنا يتضح لنا مميزات وعيوب المدرب الاجنبي وهي نبذه بسيطة والان فلننظر الي أهم المميزات والعيوب للمدرب المحلي بشكل بسيط مميزات المدرب المحلي للمدرب المحلي الكثير من المميزات أهمها: 1- اللغة وهي عامل رئيسي وفعال لانها تقرب المدير الفني الي لاعبيه داخل المستطيل الاخضر فيكون الاتصال بينهم بشكل مباشر وقوي. 2- فهم طبيعة اللاعب المحلي فهو يعلم جيدا ما يناسب اللاعب المحليي من خطط للعب ومن الناحية النفسية ويطالبهم بقدر قدراتهم 3- حب النادي ومنها بناء البنية الاساسية فنجد أن المدرب المحلي وخاصة أبن النادي نفسه يعشق الفريق فيقوم ببناء بنية أساسية لتعطي نتائج بالمستقبل ويعتمد على فئة الناشئين بالفريق 4- تحمله وصبره نجد المدرب المحلي يتحمل الكثير والكثير من الصعاب منذ اول وهلة من قلة الراتب الذي يتقاضاه بالمقارنة بالمدرب الاجنبي الي جانب تحمل سب الجهور وأهانتهم له عند كل نتيجة لا ترضيهم الي جانب تحمله الى الفصل من عمله ومن ثم العوده اليه . عيوب المدرب المحلي نجد بأن المدرب المحلي لديه الكثير من العيوب 1- هذا ما وجدنا عليه أبائنا نجد الكثير من المدربين يطبقونها حرفيا هذا ما وجدنا عليه أبائنا يأتي ويقول هذا هو الفريق الذي توليته هذه هي الامكانيات ولا يفكر في عمل توليفة من نفس الامكانيات لتحقيق المراد. 2-عدم الثقة بالنفس يعمل وهو يشعر نفسه بأنه سوف يتم أقالته بأي وقت ولديه المبررات الجاهزة ليقدمها سريعا 3- عدم الاطلاع على أحدث الخطط التدريبية الخلاصة المدرب المحلي المجتهد الذي يريد أن يحقق شيء في عالم التدريب يستطيع أن يحقق الكثير ولا يحتاج أكثر من التخلي عن العيوب البسيطة لديه ونجد الامثلة كثيرة و أنه حان الوقت لتولية المدرب المحلي لقيادة الاندية والمنتخبات الوطنية