المشهد الأول :- أنتم لا تفقهون شيئا .. أنت وأشكالك تقيم عملنا !! .. عليكم الصمت .. عطني فلان .. وش هالكلام .. أنتم ما تقيمون أنفسكم . وأنت قاعد تبربر بهالتلفزيون .. خذيتم أكثر من مجالكم .. كان ما تربيتم حنا نربيكم … يا سمو الأمير… طوط .. طوط .. وهكذا قطع سمو الأمير الإتصال في وجه الإعلاميين والمحللين الفنيين … وصمت الإعلام بعدها ولم ينتقد سمو الأمير أحد .. ومرت الحادثة وكأن ما فعله سمو الأمير أمر طبيعي وحق مكتسب له .. ولم يعتذر سمو الأمير عن كلمة واحدة من كل تلك التجاوزات التي بدرت منه . المشهد الثاني :- صحفي يسأل في مؤتمر التوثيق فيرد عليه سمو الأمير باقتضاب " مو شغلك " .. ولم يتبقى منبر إعلامي إلا وأنتقد عبارة الأمير .. ليس من حقه .. السؤال أساس عمل الصحفي .. كيف يتجرأ الأمير ويحاول تكميم الأفواه .. وخرجت الهاشتاقات في التويتر تبين رفض الشارع الرياضي كله لتصرف الأمير .. مما أجبر الأمير على الإعتذار على الملأ للإعلام والإعلاميين وكل الرياضين قبل مرور 24 ساعة . وبالرغم من وضوح المشهدين الا أنه مازال البعض يرى أن المشهد الأول هو عصر الأقوياء .. والمشهد الثاني هو عصرنا نحن الضعاف .. ولذلك قام أحدهم في سنابه بوصف الفئة التي تنتقد عبدالله الأمير وتوقيت مؤتمر التوثيق بالضعاف الغير قادرين على صنع قرار. عدم القدرة على صناعة القرار ليست ضعفا المهم هو شرف المحاولة .. المهم هو المشاركة بالرأي .. المهم هو الاستقلالية والجرأة ورفض ما نراه ليس صحيحا .. أما الضعف الحقيقي فهو هذا الخنوع وتمييع المواقف حتى نذيبها في القالب الذي يرضى عنه سمو الأمير . نعم توقيت مؤتمر التوثيق كان أحد أسباب خسارة المنتخب أمام اليابان .. ولم نقل أنه كان السبب الوحيد .. عندما يتابع لاعبونا المتواجدين في اليابان الإعلام قبل المباراة بأيام معدودة ولا يجدوا أحدا يتحدث عن المباراة .. لا أحد يحفزهم .. كل البرامج مهاوشات ومضاربات ومشاحنات عن فتيان لجنة التوثيق ورئيس إتحاد كرة اليد الذي أقحم عنوة ليوثق بطولات إتحاد كرة القدم .. وكم بطولة لنا وكم لكم .. ألا يحبط ذلك اللاعبين ! .. ألا يشعرهم بأن التوثيق أهم من مباراة اليابان!! ألا يحز في أنفسهم بأنهم يتمرنون بجدية تحت المطر وفي عز البرد ونحن هنا نتحدث عن بطولة السوبر المصري الودية التي أدارها حكم سعودي وهل يحق إحتسابها للزعيم . نعم هي الحقيقة حتى وإن لم توافق هوى الخانعين .. توقيت مؤتمر التوثيق شتت الشارع الرياضي وشتت الإعلام وأحس اللاعبون بهذا التشتت فقل حماسهم وضعفت إرادتهم وأنعكس الأمر على نتيجة المباراة .. وما ناله كل من الخيبري ومعاذ من كروت صفراء في أول عشر دقائق كان نتيجة هذا التوتر الذي أنتقل للاعبين من جراء توتر الشارع الرياضي بسبب التوثيق . الرمية الأخيرة :- الضعف الحقيقي بل الخنوع هو محاولة إعادتنا لزمن " سم طال عمرك " حتى وإن قال لنا طويل العمر عليكم بالصمت وحنا نربيكم … دون أدنى شك من وصفوهم بالضعاف هم أقوى من واصفهم ألف مرة .. على الأقل هم لا يشعرون بأي قيود تكبلهم أو تمنعهم من إنتقاد أي شخص طالما كان هذا النقد بخصوص العمل وفي حدود الأدب والإحترام .. هؤلاء الذين وصفوا بالضعاف يستطيعون أن ينتقدوا الأقوياء .. أما الواصف فقيوده ثقيلة ولسانه مكبل بالتوجيهات ولذلك نقده موجه فقط لمن يظن أنهم ضعاف .