يجد المشاهد الرياضي نفسه في حيرة عندما يقرر متابعة الأحداث الرياضية عبر الشاشة خاصة عندما تتسم بالحدة والسخونة وتبحث كل جهة عن وضع تصوراتها وتغطيتها لتلك الأحداث. ومكمن الحيرة يعود إلى تزاحم الشاشة بالعديد من البرامج الحوارية المباشرة وخاصة الأسبوعية والتي تبث جميعها تقريبا في توقيت متقارب مما يضعف فرصة مشاهدتها كلها خاصة إن المتلقي لا يستطيع التركيز جيدا عندما يتنقل بين القنوات مما يشوش على تفكيره ومتابعته. وإن كان المشاهد يستطيع حسم أمره فيما يخص البرامج اليومية القليلة نسبياً وخاصة تلك التي تبث على القنوات الرياضية المتخصصة كونها تعمل بإطار معروف ويمكن برمجة خارطتها ومعرفة خباياها من خلال العناوين وهي التي تعطي فكرة مختصرة عن محتواها وعلى سبيل المثال يبقى برنامج كل الرياضة والذي سوف يعود مجددا باسم الملعب برؤية جديدة احد أكثر البرامج تغطية للرياضة المحلية وان كان عامل توقيت بثه يختلف باختلاف مواد البث إلا انه يبقى برنامج مهم ورسمي ويغطي كافة الأحداث الرياضية وهو ما يشبه النشرة المفصلة للأخبار. وعلى ذات النهج يسير برنامج الجولة مع اختلاف في طريقة تعاطي القناة مع الأحداث ولا تبدو الفروق الإبداعية كبيرة خاصة إن الأحداث الرياضية والقضايا الهامة هي ذاتها المطروحة في أكثر من برنامج. القناة الرياضية انتهجت توزيع منطقي للبرامج فبدأت ببرنامج إرسال الذي يعد ناجحا فيما يطرح ومتميز في توقيت بثه حيث تتزايد فرصة مشاهدته كونه الوحيد الذي يقدم ظهراً. فيما تقدم برامجها الأخرى على أيام الأسبوع مثل برنامج كل الرياضة سابقاً (الملعب حالياً ) اليومي والذي يبث طوال خمسة أيام مثله مثل برنامج إرسال. إلا إن برنامج في الثمانيات وان كان لا يختلف عن ما يقدم في كل الرياضة وهو تغيير مقبول ويعتبر برنامج جيد ويبث في توقيت مناسب فيما يبقى البرنامج الحواري الأبرز هو مساء الرياضية والذي خف وهجه بعد رحيل المطيويع وان كان لا يزال يغطي يوم الجمعة كبرنامج أسبوعي لا يشاركه هذا التوقيت سوى برنامج بكل روح رياضية الذي يبث على الجزيرة بصورة اشمل وأكثر كونه يعني بالرياضة العربية بصفة عامة وليس كخصوصية برنامج مساء الرياضية والذي يختص بالشأن المحلي السعودي. ويضاف أيضا إلى حزمة هذه البرامج برامج أخرى مهمة مثل صدى الملاعب وفي المرمي وراية سبورت إلا إن وجودها في قنوات غير متخصصة في الرياضة السعودية يقلل من فرص تأثيرها كونها أشبه بالنشرات الإخبارية المفصلة والخاضعة لظروف القناة من تغطيات إخبارية. لكن الازدحام بكل أنواعه يحل يوم الاثنين والذي أصبحت كل القنوات تبحث عن نصيبها من المشاهدين في هذا اليوم ويأتي يوم الاثنين ليقدم البرنامج الحواري الأبرز والأكثر متابعة خط الستة على قناة ابوظبي وهو الذي يعني بقضايا الكرة السعودية إلا إن البرنامج يجد منافسة من أكثر من قناة خصصت برامج مباشرة لهذا اليوم حيث تبث الجزيرة الرياضية برنامج حصيلة الدوري السعودي وهو برنامج تحليلي مستهلك وقلل من فرص نجاحه مذيعه عبدالعزيز البكر الذي يقدم البرنامج بطريقة استديو تحليل المباريات وهي طريقة أشبه بطريقة الاستجواب. على القناة الرياضية السعودية يشهد البرنامج المميز الدليل القاطع متابعة مميزة كونه امتداد لبرنامج المواجهة ويحاول مذيعه ومعديه تقديم مادة ممتعة مع الضيف الذي عادة ما يواجه سيلاً من الأسئلة والاستفسارات الحاسمة والتي يتمخض عنها عادة ردود فعل قوية. وأخيرا اختارت قناة لاين سبورت يوم الاثنين أيضا لتقديم برنامجها الجديد ع اللاين وهو الذي لا يزال في بداية عهده وإن كان يتوقع له نجاح باهر كونه امتداد لبرنامج مماثل بث خلال بطولة آسيا للأمم الأخيرة. والسؤال طالما تبحث القنوات عن مشاهدين أليس أيام الأحد والثلاثاء أيام مميزة لتكون موعداً لمثل هذه البرامج الحوارية من أجل المشاهد والذي حتى وإن لم يهتم ببرنامج أو قناة إلا أنه يتمنى أن تكون الخيارات كلها متاحة أمامه. ولماذا هذه الزحمة من برامج البث في وقت واحد والأسبوع فاضي !!