ما أن يُذكر أسم اليونان فلابد أن يحضر في ذهنك مباشرة ذلك الفيلسوف العظيم افلاطون وكذلك تلميذه النجيب ارسطو فهم من جعلوا من اليونان بلد للثقافة والحضارة العريقة . كأني أرى بزوغ فيلسوف جديد قادم وبقوة ليحل مكان المفكرين والعباقرة والفلاسفة باليونان .. أنه دونيس . صاحب الفلسفة العقيمة والقناعات العجيبة الذي لايجيد قراءة المباريات ولا يحسن التغيرات لا من حيث التوقيت ولا حسن اختيار اللاعب . قاد المرحلة السابقة بحماسه وكذلك بمجهودات فردية من اللاعبين لم يكن التكتيك سيد الموقف . فمنذ أن تعاقد معه الهلال وهو الفريق لا يكسب إلا بالرمق الأخير وبصعوبة تامة وكأس الملك خير دليل .. جاب الله جحفلي . ففي كل مباراة يأتي منقذ تارة جحفلي وتارة ادواردو ومروراً بالقحطاني حتى وصل الأمر إلى الزوري . اما كأس السوبر فكان النصر لم يلتحق بالمعسكر الا قبل المباراة بأسبوعين تقريباً فمن الطبيعي جداً فوز الهلال في تلك المباراة ، ناهيك أن البطولة من مباراة واحدة فلا تستطيع الحكم على أي فريق خصوصاً وانها في بداية الموسم . تلى ذلك خروج مرير من دوري أبطال آسيا كان سببه الأول والأخير هو السيد دونيس ، كعادته لم يتكمن من قراءة الفريق المنافس جيداً وكيفية التغلب عليه كون الهلال أفضل منه عناصرياً ، كما أنه لم يوفق في مسألة ايقاف الحارس خالد شراحيلي . الكل اقر أن الاعب اخطى ويستحق العقوبة ولكن ما حصل أن المدرب عاقب الجماهير قبل خالد شراحيلي ، كان بالامكان الحسم من مرتبه أو تأجيل العقوبة ريثما ينتهي النهائي وبعد ذلك لكل حادث حديث .. لم تكن الحكمة حاضرة في ذلك الوقت . خرج الهلال خالي الوفاض من دوري أبطال آسيا كما جرت العادة واتجهت الانظار بعدها لدوري جميل لكن حظ الهلال مع دونيس لم يكن جميل . فلم الهلال مع دونيس لم يستطيع الفوز على المتصدر ولا الثالث ولا حتى الرابع ناهيك عن كسر القاعدة مع فريق التعاون حيمنا اهداهم النقاط الثلاث على طبق من ذهب ليكون الفوز الأول لهم منذ تأسيس النادي ، فالمدرب الجيد يظهر في المحكات الصعبة وأمام الفريق الكبيرة وهو لم ينجح في ذلك ابداً . بداً الهلال يزف والجرح يكبر والقناعات من قبل المدرب تزيد والفلسفة العقيمة تحضر والضحية ذلك الجمهور الكبير العاشق لناديه . فقراءة المباريات شيء مهم ويعد احد اهم أساسيات المدرب الناجح فليس المهم وضع التشكيلة فقط الاهم أدارة الفريق قبل واثناء وبعد . قبل المباراة في وضع التكتيك المناسب وفق الفريق المقابل فمن غير المعقول أن العب في خطة دفاعية مع مذيل الترتيب ، أضافة إلى وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب . أثناء المباراة من خلال توجيه اللاعبين كذلك تغيير التكتيك والخطة متى ماتطلب الامر وحسن اختيار الاعب البديل . مايفعله السيد دونيس من خلال التعامل أثناء المباريات غير مقنع بتاتاً فالتغيرات معروفة وبالدقائق ايضا . اما مسألة بعد المباراة فهي مسؤولية الإدارة في الحال الفوز عدم الركون ونسيان المباراة والتفكير بالمباراة المقبلة ، كذلك في حالة الخسارة محاولة ابعادهم عن اجواء المباراة من خلال توجيه الاعبين . برائيي المتواضع أن دونيس ليس بذلك السوء الذي يعتقده البعض لكنه ليس هو الطموح الذي يسعى له الهلاليين ، بالامكان جلب من هو أفضل منه ليقود الهلال للمنصات ولا سواها باستحقاق وجدارة . دونيس رجل مرحلة انتهت تلك المرحلة لم يعد يملك الجديد ليقدمه للهلال . كان الجمهور الهلالي في السابق يراهن على الفريق بالنهائيات ومباريات الديربيوالكلاسيكووالكفه تكون لصالحهم ، أما الآن الفريق لا تستطيع المراهنة عليه وهو يلعب مع متذيل الترتيب ينتابك شيء من الخوف بحدث أي مفاجئة . من صنع هذا الخوف هو دونيس #افلاطون_العريجاء مع أن الفريق يعد الافضل في الدوري عناصرياً بشهادة الجميع لكن التوظيف السيء والخوف الشديد جعل من الهلال الاسوءعناصرياً . لم أشاهد مدرب في حياتي يلعب في خطة وتكيتك واحد طوال الموسم أمام متصدر الدوري ومتذيله . ومضة : لا عبقرية دون ذرة من الجنون . "مثل يوناني"