أثبت الاتحاد السعودي لكرة القدم مع مرور الأيام أنه اتحاد لا يملك أدنى مقومات النجاح سيما في ظل الخلافات الداخلية والأخطاء الكوارثية التي وضعته على حافة الانهيار.. هذا الاتحاد الذي ولد عبر الانتخابات كان الجميع متفائلا بوجوده خصوصا في ظل وجود بعض الشخصيات الرياضية التي لها باع طويل في هذا المجال، ولكن السنتين والنصف الماضية كشفت التشوهات التي يعاني منها في تركيبته وانعكست بالسلب على مسيرته.. فبعيدا عن مشاكله مع الجمعية العمومية وتفاقم الخلافات بين أعضائه وتداخل عمل بعض اللجان واتخاذ بعض القرارات الارتجالية التي لا تتواءم مع القوانين والأنظمة ولا تخدم الصالح العام، وقع الاتحاد في جملة من الأخطاء البدائية التي راح ضحيتها بعض الأندية.. ومن تلك الأخطاء التي يجب التوقف عندها الترجمة الخاطئة للعقوبة التي فرضها الاتحاد الآسيوي على لاعب النصر السابق فابيان عندما أعلن اتحاد القدم عن إيقاف اللاعب ستة أشهر مع أن العقوبة التي فرضها الاتحاد الآسيوي لا تتعدى إيقافه ست مباريات آسيوية.. ومن تلك الأخطاء الجسيمة العقوبات التي طالت ثلاثي النصر عبدالغني وعيد والراهب والتي لم تستند على لائحة انضباطية بل فصّلها الأمين العام بالمقاس وحسب المزاج على اللاعبين الذين تم إيقاف بعضهم ثلاث مباريات والبعض الآخر ست مباريات وأدت في نهاية المطاف إلى استقالة رئيس لجنة الانضباط.. ومن الأخطاء الساذجة أيضا الموافقة على تسجيل اللاعب علي البليهي في كشوفات الفتح والسماح له بالمشاركة مع فريقه قبل أن يتقدم الخليج باحتجاج رسمي على مشاركة اللاعب ويُقبل احتجاجه شكلا ومضمونا وتصادر نقاط المباراة من الفتح وتجير لمصلحة الخليج.. أما الطامة الكبرى فهو ما كشفته المذكرة المسربة التي أرسلها الاتحاد السعودي للفيفا واتهم من خلالها الأهلي بتحريض لاعبه السابق سعيد المولد بالتمرد على ناديه الجديد الاتحاد ومطالبته للاتحاد الدولي بمعاقبة النادي واللاعب دون وجود ما يدين الأهلي في هذه القضية.. أخيرا.. ما أوجزته في السطور السابقة ما هو إلا نماذج تكشف العشوائية التي يُدار بها اتحاد القدم وتفرد بعض أعضائه بالقرارات وتؤكد فشله في مهمته وعدم قدرته على حل مشاكله والاستفادة من أخطائه وبالتالي فإن استمراره لن يكون ذا جدوى بل سيزيد من متاعب الكرة السعودية التي مازالت تعاني الأمرين، ويبقى الحل الوحيد في حله وانتخاب اتحاد جديد..