– حفل الأسبوع الماضي بالعديد من الأحداث الرياضية ومن ضمنها اجتماع الرئيس العام لرعاية الشباب برؤساء ثلاثين ناديا، والمؤكد بأن الاجتماع عرج على الأمور المالية وكيفية تدبيرها. – وهي خطوة تذكيرية أخرى على خطورة الموقف المالي للأندية جميعها، فالقضايا الدولية لم تتوقف وبوتيرة أكبر مثيلتها المحلية. فالمسألة تكاد تكون بأن ديدن الأندية هو تعثرها ماليا وعدم القدرة على سداد التزامات تعاقداتها. – عدم إلزام الأندية بعقد جمعياتها العمومية وإطلاع الشارع الرياضي بسلامة موقفها المالي وتحميل رؤسائها، يزيد من الأزمة وتفاقمها، وموقف الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يختلف عن مواقفه من الأزمات الأخرى!. – فقبل أقل من شهرين انتظر الاتحاد برمته مقترحا من الرئيس العام لرعاية الشباب نشرته (واس) عبر صفحتها الرسمية مفاده نصيا «مجلس إدارة اتحاد القدم يؤيد مقترحي الأمير عبدالله بن مساعد للحد من مديونيات الأندية ووضع نظام مالي جديد». – والسؤال العريض: هل الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يعِ أهمية الموضوع بعد كل هذه الإخفاقات المالية التي عانى منها الاتحاد نفسه أو مما يحدث للأندية؟ وبالمقابل نجد الدول التي أتت خلفنا في كرة القدم تتطور إداريا واحترافيا واتحادنا بالكاد يسير أعماله اليومية!. – وشدني ما ذكره أحد متحدثي جلسة المركز الدولي للأمن الرياضي والتي أقيمت بجنيف مطلع الشهر، السيد دانييل، وهو بالمناسبة مدير وحدة الاستخبارات المالية في ليختنشتاين وهي دولة أوروبية صغيرة قرب سويسرا، قال فيها «كرة القدم موجودة قبل 150 سنة وكانت ممتعة ومحبوبة دون صرف أموال كثيرة، هل وجود هذة الأموال الكثيرة الآن أساسيا لنجاح ومتعة كرة القدم؟. – أنديتنا تتحمل جزءا كبيرا أيضا من هذه الإخفاقات المالية والإدارية، فكما تساهل الاتحاد السعودي لكرة القدم في وضع النظام الواضح، والرقابة الحصيفة، والعقوبة العادلة، فأنديتنا تغط في سبات عميق حتى في أقل تفاصيل الاحترافية. – وتنظيم المباريات دلالة واضحة بأن الأندية ما زالت لا تعي أهمية خدمة الجماهير كعملاء وأنهم سيرفعون من مداخيلهم، بل فرطوا كثيرا في هذا المجال، وكل الأمل أن يلتفتوا الآن لهذا الأمر الذي سيكون معول بناء مهم لمستقبل الاستقلالية المالية وخفض الاعتماد على أعضاء الشرف. ما قل ودل: مملكتنا تعج بالشباب المثقف والمتعلم في مجال صناعة الرياضة.. يستحقون الفرصة من الأندية لقيادة المرحلة القادمة.