عيسى الجوكم نعود من جديد لساحة الركض في ملاعبنا، ونتمناه أن يبقى في الركن الأخضر ليكون صوته وضجيجه وفنه وبريقه في المكان الصحيح، دون أن يكون الأساس ويلعب دور الكومبارس، ليعلو صوت الحبر والفضاء والمدرج على صوته الأخضر الذي يفترض أن يتسيد الساحة لا أن يكون هامشيا باهتا غير مسموع، ويترك للأدوات التي تحوم حوله التربع على العرش. نريد في موسمنا الجديد أن تكون الكلمة العليا للملعب وللفن والمهارة، وباختصار أن يكون اللعب داخل الملعب وليس خارجه، لا عن طريق المكاتب ولا المدرج ولا القلم ولا الفضاء، فكلها أدوات تمثل دور الفروع والأصل هو المستطيل الأخضر. نتمناه موسما غير مخنوق بصافرة هنا وهناك، فالقضاة المناط بهم حمل الصافرة مطلوب منهم الاستفادة من دروس الماضي، والعمل الجاد على استعادة هيبة الصافرة المحلية التي ذهبت مع الريح بسبب أخطاء جلها ناتج عن ضعف الشخصية والتأثر من لغتي المدرج والإعلام. نتمناه موسما صارخا، ولكن في مكانه الصحيح وهو الملعب والمدرجات، وأن لا تكون المستويات الفنية للفرق الحلقة الأضعف في الجهات التي تحد المجنونة اتحاد الكرة ولجانه والإعلام بكافة أدواته والجمهور، فالمعادلة في سنوات مضت كانت مقلوبة، فقد وجدنا الحياة الكروية في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ولغة الجماهير، والموت البطيء داخل المستطيل الأخضر بمستويات باهتة وغياب فاضح لفرق كانت لها صولات وجولات. نتمناه موسما موضوعيا في الطرح الإعلامي الهادف الذي يعيد البوصلة من جديد لإعلام رياضي يعيد الثقة للجماهير على مختلف ميولها، وأن يتحلى بالنزر القليل من الحيادية التي تبعد إعلامنا المرئي والمقروء والمسموع من التصنيف الذي تطلقه الجماهير الرياضية التي أصبحت تحفظ عن ظهر قلب ميول البرامج والصفحات الرياضية وحتى ميول الإعلاميين. نتمناه موسما ناضجا في قرارات اتحاد الكرة ولجانه، فهم تحت المحك بعد اكتسابهم الخبرة، وتسجيلهم محطة نجاح السوبر، وما هو مطلوب منهم محو التناقضات في القرارات، وأن يطبق القانون على الأندية الكبيرة قبل الصغيرة. نتمناه موسما راقيا في المستويات الفنية، وأن تحضر النتائج الجيدة المصحوبة بمستويات ترتقي لسمعة الكرة السعودية، وأن لا يكون الحضور الطاغي إعلاميا مقارنة مع حضور خجول فنيا. نتمناه موسما يعيد العربة لسكة اللعب النزيه الذي يكون فيه التنافس على أشده داخل الملعب، والمحبة والمودة من الجميع خارجه.