ربما تمطر، فهناك سحابة في سماء إثارة المستطيل الأخضر لا تختلف عن السحب التي تتجمع في سماء دورة الخليج في العقد الأخير، فلم تعد سحابة الرياض هذه المرة متعلقة في الفضاء عبر الشاشة ولا في حبر الورق عبر التصريحات، بل هي سحابة فنية بامتياز طلت على المستطيل الأخضر من خلال اليوم الأول لخليجي 22. قدم العنابي نفسه في قاعة الافتتاح بهندام أنيق في وقفته ومشيته وحركاته، وكانت بصمة بلماضي في تفاصيل اللمسة والهجمة تواكب موضة الكرة الحديثة التي تتشكل في قالب (المجموع) على حساب (الأنا) بعقلية المساندة والتغطية والسرعة. أما الأخضر صاحب الأرض والجمهور، فقد شغله الحضور الضعيف لحفل الافتتاح، وأشغله أكثر السيد لوبيز وهي القضية المتجددة قبل وأثناء وحتى بعد سحابة خليجي 22، فالمؤكد أنه راحل بمطر الإقالة مهما كانت نتائج الأخضر في الدورة. ولكن مع كل ما يكتب ويقال حبرا وصوتا عن (الأسباني) فان الروح التي يلعب بها صاحب الأرض والجمهور باهتة لا طعم ولا لون ولا قتالية فيها، وبدون انتفاضة هذه الروح ستأتي الجروح. ولحفل الافتتاح قصة أخرى، فإذا كان الضجر هو العنوان الأبرز بسبب عزوف الجمهور السعودي ومرض مدرج استاد الدرة، فإن للجمهور اليمني فصلا آخر أحيا ذلك المدرج، ورسم عنفوانا انعكس على منتخب بلاده الذي سجل ثاني تعادل له في دورات الخليج أمام البحرين. وللبحرين جراح لا تنتهي في دورات الخليج، فمازال هذا الأحمر يعاني من الظمأ منذ العام 1970م، فهو من أوائل المنتخبات التي شاركت في الدورة ولم تحقق لقبها حتى الآن، والبداية في الرياض غير مشجعة . محطة الرياض.. يبدو صخب الفضاء والأرض (إعلاميا) فيها حتى الآن هادئا ووديعا، وحينما يغيب هذا (الضوء) قد يعود لأصله وفصله وهو المستطيل الأخضر. دورة الخليج بحاجة ماسة لهذا الضوء (الفني) الذي افتقدناه كثيرا في العقد الأخير تقريبا، فلا مواهب ولا إثارة حقيقية في الملعب ولا استمتاع كروي إلا ما ندر. السحابة المعلقة في سماء الرياض نريدها مطرا فنيا لا إعلاميا، والبوادر تشير الى أنها ستمطر في أرض خضراء وستنبت مواهب ومهارات، وربما تكون لليمن مفاجآت..!