مهمة شاقة وصعبة للمنتخب السعودي في نهائيات بطولة أمم آسيا 2011 في الدوحة، وخاصة بعد الإخفاقات التي لازمت الأخضر بداية من الخروج من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010، إلى ضياع اللقب خليجي 20 في اليمن بعد الوصول إلى المباراة النهائية أمام الكويت، واحتلاله المركز 81 في التصنيف العالمي للمنتخبات، وتزامنا مع خروج الأندية السعودية من جميع الاستحقاقات الخليجية، العربية، والآسيوية وآخرها إقصاء فريقي الهلال والشباب من نصف نهائي دوري أبطال آسيا من قبل دوب آهن أصفهان الإيراني وسينغ نام الكوري بطل آسيا. تعتبر بطولة كأس أمم آسيا الفرصة الأخيرة للمدرب البرتغالي خوسيه بيسيرو، وقد تستحق أن توصف البطولة ب «المقصلة» بالنسبة للمدرب، بعد أن منح الكثير من الفرص، وترك له حرية اختيار اللاعبين واستبعاد من يرى عدم قدرته التماشي مع خططه الفنية، لا سيما وأنه أخذ جولة مكوكية على جميع مناطق المملكة لمتابعة مباريات دوري زين السعودي للمحترفين، من أجل متابعة اللاعبين والوقوف على مستوياتهم الفنية، إلى جانب المخاطرة الكبيرة التي خاضها في بطولة خليجي 20، باستبعاده 12 لاعبا أساسيا واعتماده على مجموعة شابة مطعمة بعدد من عناصر الخبرة، إلا أنه رغم تذبذب المستوى الفني واللعب بطريقة دفاعية لم يعتد عليها المنتخب السعودي استطاع الوصول إلى المباراة النهائية، ولكن قوبل بعاصفة من النقد الحاد. تأمل الجماهير السعودية الكثير في بطولة أمم آسيا لتحقيق ما تصبو إليه وتتمناه من لاعبي المنتخب، ما يجعل المسؤولية كبيرة وثقيلة في الوقت ذاته على عاتق اللاعبين، الذين يسعون لكسب ثقة القيادة الرياضية والجماهير المتعطشة لبطولة قارية تعيد للأخضر هيبته وقوته على الأصعدة الخليجية والعربية والآسيوية، وتعويض ما فات، وخاصة تغيير الصورة الأخيرة لمركزه العالمي المخيب للآمال. وكان المدرب استبعد سبعة لاعبين من قائمة الأخضر المشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا التي تنطلق منافساتها غدا وهم: عبدالله العنزي، سلطان النمري، حسن معاذ، إبراهيم غالب، محمد السهلاوي، ماجد بلال وأحمد الفريدي. فيما ضم 23 لاعباً وهم: مبروك زايد، وليد عبدالله، حسين شيعان، حمد المنتشري، أسامة المولد، أسامة هوساوي، مشعل السعيد، كامل الموسى، عبدالله شهيل، معتز الموسى، سعود كريري، تيسير الجاسم، أحمد عطيف، مناف أبوشقير، عبده عطيف، نواف العابد، محمد مسعد، محمد الشلهوب، عبدالعزيز الدوسري، مهند عسيري، ناصر الشمراني، نايف هزازي، وياسر القحطاني. الجماهير السعودية التي تعتبر «الرقم واحد» في صفوف الأخضر، تقع على عاتقها المسؤولية ذاتها التي على اللاعبين، حيث إنها مطالبة بالتجرد من الميول وتوحيد صفوفها من أجل دعم ومؤازرة المنتخب السعودي في الدوحة سواء من خلال التواجد في مدرجات الملعب أو من خلف التلفزيون، بصرف النظر عن من يمثل أساسيا أو احتياطيا، وكذلك من يسجل أو من يصنع الهدف. الأخضر لون الوطن في الدوحة، ويا له من شعور جميل عند الفوز وتحقيق الانتصارات تلو الأخرى ومن ثم الظفر بكأس آسيا. الإعلام هو السلطة الرابعة، وصاحب الكلمة المؤثرة على الساحة والشارع الرياضي، ويتحتم على جميع الإعلاميين الحفاظ على أمانة القلم والوقوف بجانب المنتخب في مهمة وطنية رسمية، وذلك يعد واجبا وطنيا على جميع وسائل الإعلام المقروءة، المرئية، والمسموعة. لن يكون هناك عمل دون أخطاء وليس بيسيرو أو لاعبو المنتخب السعودي فوق النقد، ولكن يجب على الجميع أن يختار الوقت المناسب للنقد المنطقى والهادف، وقبل أن نحاسب اللاعبين أو القائمين على المنتخب السعودي علينا دعمهم بكل ما نملك من أقلام وأصوات ونقف مع الأخضر قلبا وقالبا، ونؤجل ما يعكر صف منتخبنا الوطني إلى ما بعد نهاية البطولة.