قلت على (تويتر) بما أنني جاهل أفتوني في سبب إقامة مباراة السوبر بين هلالنا ونصرنا السعوديين في لندن.؟! وجاءت الفتاوى تترى كما توقعت وكلها تصب في خانة (الهياط) الذي لم يعد مقتصرا على مجالسنا وشوارعنا وحدودنا، بل أصبح، هذه المرة، عالميا يشار إليه بالبنان ويذكر في كل ركن أوروبي يتواجد فيه كبراؤنا ومترفونا.!! السبب المعطى حسب أحدهم من الاتحاد السعودي أن المباراة تقام هناك ليحضرها، غير السعوديين المترفين، أبناء الجاليات العربية والطلبة. وهي أيضا، لمن يتربص من أمثالي، ستخضع للمشيئة السعودية، حيث لن توزع أو تباع فيها المحرمات من أمثال الخمر ولحم الخنزير. أي أنها غزوة رياضية سعودية لا تخلو من علاقات عامة دولية سيكسب من إقامتها هناك الناديان والاتحاد والجمهور الذي يستظل بأشجار (الهايدبارك) ونسيم الأجواء البريطانية. طبعا، هذا المبرر من المضحكات المبكيات؛ لأنه لو هرب الناس حول العالم من بعض حرهم إلى بعض بردهم من أجل خاطر الجاليات والطلبة لما أقيمت مناسبة واحدة في وطنها. وهذا ضد منطق الأشياء وضد رغبة الجماهير العريضة البسيطة التي تعنيها هذه المناسبات بالدرجة الأولى. كرة القدم ليست سباقا للخيل أو بطولة للقولف. أي أنها ليست رياضة مترفين يحملون لاعبيها إلى لندن ليتفرجوا عليهم ضمن سياق (رفاهيتهم) الفارطة هناك. كرة القدم السعودية، بنصرها وهلالها وكل أنديتها، ملك لكل السعوديين. وملك للغالبية العظمى منهم من غير القادرين على مغادرة أحيائهم ومدنهم التي يشويها صيف أغسطس الحارق. ولو فكر الاتحاد السعودي، الذي أثبت هياطا منقطع النظير في هذا القرار، قليلا لأدرك أنه يسجل، ربما على مستوى العالم، وليس على المستوى العربي فقط، سابقة خطيرة في التعامل مع معشوقة البسطاء حين يحرمهم من أعز مباراة في موسمها ويهديها إلى (المتبطحين) في فنادق وشقق لندن. بعد أيام ستقام هذه المباراة، إن لم يجد جديد في إعادتها إلى وطنها وأهلها. وسنرى من العجب العجاب ما يسجل تاريخيا في غير صالح (اتحاد الترف اللندني)، لنعود من جديد نناقش ونحلل أحداث المباراة المصاحبة التي ستشهد كما أتوقع مفارقات وغرائب سعودية، جماهيرية وغيرها. وقتها ستكسب لندن ماديا، وسنخسر نحن كثيرا من ولاء جماهيرنا لمحبوبتهم وأنديتهم.. ووقتها سيتفرغ عدد من أعضاء الاتحاد السعودي لتزويدنا بكم هائل من التصريحات السمجة كما هي العادة.